Skip to main content

الصناعــة في محــافـظة أســـوان
تحليل في التنظيم المكاني

Research Department
Research Journal
مجلة مصر المعاصرة
Research Publisher
الجمعية المصرية للاقتصاد السياسى والاحصاء والتشريع
Research Rank
2
Research Vol
86
Research Website
www.aun.edu.eg/arabic
Research Year
2012
Research_Pages
45-130
Research Abstract

الصناعــة في محــافـظة أســـوان
تحليل في التنظيم المكاني
د/ حسام الدين جاد الرب
أستاذ مساعد بقسم الجغرافيا
كلية الآداب ـ جامعة أسيوط
مقدمة:
تعد الصناعة حجز الزاوية لأي تقدم اقتصادي واجتماعي وحضاري في أي وحدة مكانية، نظراً لما تقوم به من مساهمة في الدخل القومي، وتنويع مصادر الدخل، وخلق فرص عمل جديدة للحد من البطالة، وتوفير المنتج المحلي بدلاً من الاعتماد على السلع المستوردة. ولا يقتصر دور الصناعة على النواحي الاقتصادية بل يتعداها إلى النواحي الاجتماعية حيث تسهم الصناعة في تغيير بيئات توطنها جغرافياً أسهاماً فعالاً بحكم ما تورثه من قيم ومفاهيم تؤثر في التركيب الاجتماعي للوحدة المكانية. ( )
ويعتبر قطاع الصناعة أحد الروافد المهمة والأساسية للاقتصاد الوطني، حيث يأتي في المرتبة الأولى من حيث الأهمية بالنسبة للاقتصاد القومي المصري من حيث مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، والتي بلغت نحو16.9% في عام 2009/2010 بما يعادل 194.3 مليار جنيه ( )، بالإضافة إلى علاقته التشابكية القوية مع العديد من القطاعات الإنتاجية والخدمية علاوة على دوره في تنمية التجارة الخارجية وتحسين ميزان المدفوعات.
ومع تزايد اهتمام الدولة بالصناعة خلال العقود الخمسة الماضية كان نتيجته التركز الشديد للإنتاج الصناعي في منطقتي القاهرة الكبرى والإسكندرية، وإرتفاع حجم الإنتاج الصناعي بهما بالمقارنة بباقي أقاليم ومحافظات مصر، ومن هنا لابد من بذل الجهد لتغيير نمط التركز الصناعي، ونشر الصناعة جغرافيا في معظم مدن ومحافظات مصر.
ولاشك أن نمط التركز الجغرافي الشديد في مناطق محدودة طوال السنوات الماضية وحتى الوقت الحاضر، يقدم دليلاً قوياً على سلامة التوجه الجديد نحو الاهتمام بمناطق التركز الصناعي الجديدة، ومنذ عام 1995 وجهت الدولة المزيد من الاهتمام بجنوب الصعيد حتى يرتفع نصيبه من التركز الصناعي على نحو يضفي قدراً أكبر من التوازن على الهيكل الجغرافي للنشاط الصناعي ( ) ومن المحافظات التي حظيت بشيء من هذا التوجه في الصعيد كانت محافظة أسوان، حيث أنشيء بها العديد من الصناعات الغذائية والمعدنية والكيماوية ومواد البناء.
وتعد محافظة أسوان إحدى محافظات إقليم جنوب الصعيد الذي يضم بالإضافة إليها محافظات أسيوط وسوهاج وقنا والأقصر، وهي بوابة مصر الجنوبية وحلقة الربط بين شطري وادي النيل شماله وجنوبه، وهي نقطة الاتصال بين مصر وأفريقيا. وتمتد رقعة المحافظة فلكياً بين دائرتي عرض 22° ، 30- 25°شمالا، وبين خطي طول 31°، 30 - 33° شرقاً ، وتبلغ مساحتها الكلية 62726 كيلو متر مربع تعادل 6.3% من إجمالي مساحة الجمهورية، وتتوزع هذه المساحة على خمسة مراكز إدارية ( ) شكل (1) تضم عشر مدن و97 قريــة و457 كفر ونجع. ( ) وتقع محافظة أسوان في أقصى جنوب مصر حيث يحدها من الشمال محافظة الأقصر، وشرقاً محافظة البحر الأحمر، وغرباً محافظة الوادي الجديد، وجنوب الحدود السياسية المصرية السودانية، ويبلغ طول المحافظة 480 كيلومترا من الشمال إلى الجنوب، وتقع مدينة أسوان عاصمة المحافظة على الشاطيء الشرقي للنيل، حيث يقع جزء منها على السهل الذي يحف بالنيل، ويقع الجزء الآخر على التلال التي تمثل حافة الهضبة الصحراوية الشرقية، وترتفع مدينة أسوان عن سطح البحر بنحو 85 متراً. ( )، وتبعد بنحو 879 كيلومترا جنوباً عن مدينة القاهرة. ويبلغ إجمالي عدد سكان المحافظة حوالي 1.2 مليون نسمة وفقاً للنتائج النهائية لتعداد السكان عام 2006 ( )، ويمثل سكان الحضر 42.5% من إجمالي السكان في حين يمثل سكان الريف 57.5% من إجمالي سكان المحافظة( ) .
ويهدف هذا البحث إلى إلقاء الضوء على الصناعة في محافظة أسوان من وجهة النظر الجغرافية وذلك من خلال التعرض لدراسة تطور النشاط الصناعي بها، والوقوف على صورة التوزيع الجغرافي لهذا النشاط ومقوماته، والتركيب الحجمي للصناعة مع التعرض لمستقبل الصناعة في المحافظة.

وسوف يتناول الباحث دراسة الصناعة في المحافظة من خلال دراسة المنشآت الصناعية بها والمسجلة بالهيئة العامة للتنمية الصناعية، فضلا عن تلك المنشآت التي يزيد عدد عماله على عشرة عمال. ( )
وسوف تلقي الدراسة الضوء على النقاط التالية:
أولاً: تطور الصناعة في المحافظة.
ثانيا: التوزيع الجغرافي للصناعة في المحافظة
ثالثا: مقومات التوطن الصناعي في المحافظة.
رابعاً: التركيب الحجمي للصناعة في المحافظة.
خامساً: مشكلات الصناعة في المحافظة.
سادساً: مستقبل التنمية الصناعية في المحافظة.