تحتفظ مدن سلطنة عُمان وبلداتها بكثير من نماذج العمارة الحربية من قلاع وحصون وأبراج، تمثل بمجموعها نظامًا دفاعيًا فريدًا ابتكره العُمانيون وطوروه في فترات تاريخية متعاقبة، وقد قامت هذه القلاع والحصون والأبراج العُمانية بدور مهم في تاريخ سلطنة عُمان بصفة خاصة والجزيرة العربية على وجه العموم؛ إذ كانت بمثابة رمز للحكم، والمقاومة، وتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.
    وتعد فترة حكم اليعاربة (1033- 1154ه / 1624 – 1741م) العصر الذهبي لبناء الحصون والقلاع في سلطنة عُمان؛ إذ اهتم الأئمة اليعاربة بإنشاء القلاع والحصون، وتجديد وإصلاح ما تداعى من قلاع وحصون قديمة؛ ليتمكنوا من مواجهة البرتغاليين، وأيضًا تحصين مراكز حكمهم المعروفة بـ "الإمامة".
وكانت تلك القلاع والحصون خاضعة لسلطة الإمام، الذي كان دائمًا يزودها بالحاميات العسكرية ويتولى صيانتها، وكان يتم تمويل ذلك كله من الزكاة والضرائب التجارية والصدقات والتبرعات ؛ إذ لم تكن هذه الحصون مجرد مبان دفاعية فقط، بل كانت أيضًا مركزًا للحكم، ومقرًا للإمام وأسرته وحاشيته؛ ومن ثم تميزت بكثير من العناصر الزخرفية والنقوش الكتابية.
	   كما تكشف هذه التحصينات عن تطور العمارة الحربية بعُمان في القرنين (10 – 11هــ/ 16 – 17م)، واختلاف ملامحها المعمارية عن مثيلاتها بالقلاع والحصون التي شيدت بعُمان قبل عصر اليعاربة، لتواكب التطور الذي طرأ على الأساليب الحربية؛ نتيجة لظهور الأسلحة النارية الثقيلة منذ نهاية القرن (9هـ/ 15م)، وتطورها واستخدامها كسلاح في الحروب.
Research Department	
              
          Research Journal	
              مؤتمر الإتجاهات التراثية والمعاصرة في العلوم الإنسانية، 
          Research Member	
          
      Research Publisher	
              كلية الآداب جامعة أسيوط
          Research Rank	
              4
          Research Vol	
              NULL
          Research Website	
              NULL
          Research Year	
              2016
          Research_Pages	
              NULL
          Research Abstract	
               
          