تقف المدينة العربية اليوم لتشكل جزءا أساسيا من رسالة المخططين والمعماريين العرب على جميع المستويات، فالتفرد التى كانت تعتز به المدينة العربية يوما ما والذى انبثق من مجموعة عوامل متفردة قوامها الدين الإسلامى والعادات العربية الأصيلة، أصبح هذا التفرد اليوم مهددا بالذوبان فى بوتقة الحداثة والعولمة، وكادت المدينة العربية - رغم جذورها العريقة - أن تضيع فى ضى النسيان أمام الغزو العلمى والثقافى والأفكار المستوردة القادمة إلينا من الشرق والغرب والتى فصلت المسلمين عن أصولهم الحضارية وعن رصيدهم الثقافى؛ ولذا فإن هذه المدن فى حاجة إلى تأصيل القيم والمبادئ الإسلامية للعمران والتعمير بما يتوائم مع متغيرات الزمان والمكان.
وحاولت الورقة البحثية أن تطرح فرضياتها فى صيغة أسئلة بحثية محورية:
• هل الحركة التخطيطية والعمرانية التى تشهدها مدننا العربية راعت فى تصاميمها ظروف القيم الإنسانية والعقائدية والحضارية وظروف البيئة والمناخ؟ أم أننا اعتمدنا على موجات التغريب التى صدّرت لنا مهندسين ومخططين ذوى أفكار مستوردة فصلت العرب عن أصولهم الحضارية وعن رصيدهم الثقافى؟
• هل يمكن التوصل إلى أسس تخطيطية وتصميمية تعنى بالحفاظ على القيم والمبادئ الإسلامية لعمران المدينة بما يتوائم مع متغيرات الزمان والمكان؟
لذا، استعرض البحث القيم والمبادئ التى تحكم العمران بالمدينة الإسلامية، وتم تصنيف هذه القيم ما بين القيم الإسلامية فى عمران المدينة، والقيم الإسلامية فى تصميم المنشآت المعمارية.
وتهدف الورقة البحثية إلى تأصيل قيم العمران والتعمير من المنظور الإسلامى والمنبثق من التعاليم القرآنية السامية والسنة النبوية الشريفة وذلك بما يتوائم مع متغيرات الزمان والمكان.
ثم يخلص البحث بمجموعة من التوصيات، وينادى للأخذ بها فى عمران وتعمير المدن الإسلامية.