* نسبة الإصابة بالفيروس الكبدى "سى" فى مصر 12% .
* كل الجهود تبذل فى اتجاه العلاج لا الحد من الانتشار .
نظم قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة أسيوط بالتعاون مع الجمعية المصرية
للفيروسات الكبدية ندوة عن دور الدولة والمجتمع فى مقاومة وعلاج الفيروس الكبدى
" سى " .. الندوة تأتى فى إطار سلسلة ندوات الثقافة البيئية التى ينظمها القطاع
، وفى كلمته فى افتتاح الندوة استعرض الدكتور مصطفى كمال رئيس جامعة أسيوط
مجهودات الجامعة من خلال مستشفياتها ومراكزها البحثية ومرافقها ذات الصلة فى
مجال مقاومة وعلاج أمراض الكبد والفيروسات ومنها مركز متخصص لعلاج الفيروس
الكبدى " سى " بالجامعة مشيراً إلى البدء فى إنشاء مركز متخصص لجراحات الكبد
بالجامعة ينتهى العمل به مطلع العام القادم ومؤكداً على عزم الجامعة على تفعيل
جهودها فى مجال التوعية والتثقيف من خلال الانتقال بقوافلها الصحية إلى الأماكن
الأكثر احتياجاً .. ودعا إلى تضافر الجهود للعمل على الحد من معدلات انتشار
الفيروس " سى " والذى تمثل نسبة الإصابة به فى مصر أعلى معدل عالمى ، مشيراً
أنه يمثل واحداً من أهم المشكلات الصحية فى مصر والعالم حيث أشارت إحصائيات
منظمة الصحة العالمية إلى إصابة 3% من سكان العالم البالغ 7 مليارات نسمة
بالفيروس " سى " منهم 95 مليوناً فى شرق وجنوب شرق أسيا، 40 مليوناً فى أفريقيا
، 15 مليوناً فى أمريكا الجنوبية ، 5 ملايين فى أمريكا الشمالية ، 15 مليوناً
فى أوربا وأن كان وراء وفاة 20 مليون شخص .
وقال الدكتور ماهر العسال عميد كلية الطب أنه تأكد بشكل رسمى إصابة 9 مليون
مصرى بالالتهاب الكبدى الوبائى " سى " بنسبة 98% من إجمالى السكان مشيراً أن
الندوة حلقة من حلقات التعاون للحد من انتشار المرض أو زيادة الأعداد المصابة
.. وأشاد العسال بقرار وزارة الصحة بتنفيذ مشروع فحص وعلاج ومتابعة الأطفال
المصابين بالفيروس من خلال 6 مراكز علاجية وقال أن الجامعة وفى ذات السياق قامت
بتنفيذ برنامج للتطعيمات المجانية للطلاب وعمال المستشفيات وتدريب كوادر
للإرشاد الصحى للتوعية والمتابعة .
وصرح الدكتور أحمد مدحت نصر أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بطب أسيوط ورئيس
الجمعية المصرية للفيروسات الكبدية أن الإصابة فى مصر هى الأعلى على مستوى
العالم بنسبة 12% ترتفع فى المراحل السنية المتقدمة وفى المناطق الفقيرة وهو ما
أسهم فى وجود زيادة غير مسبوقة فى عدد مرضى الكبد مثل تليف وسرطان الكبد ونزيف
دوالى المرئ وتوقع نصر تضاعف الأعداد فى السنوات العشر القادمة مع زيادة فى عدد
الوفيات فضلاً عن الآثار السلبية فى النواحى الاقتصادية والاجتماعية والعائلية
من جراء الإصابة وأشار إلى عدم وجود خطة واضحة على مستوى الدولة لمواجهة انتشار
المرض رغم وجود عدة مراكز للعلاج الفيروسى فى مصر باستخدام الانترفيرون طويل
المفعول ومشيراً إلى وجود صعوبات فى العلاج على نفقة الدولة نظراً للتكلفة
العالية للعلاج وقال إن الندوة تُعد واحدة من السبل التى تنتهجها جامعة أسيوط
للمشاركة فى الحد من انتشاره حيث سيتم من خلالها إطلاق خطة إستراتيجية متكاملة
العناصر والأركان ودعا أن أن تتحول إلى خطة قومية يسهم فيها الحكومة والجمعيات
الأهلية والمجتمع المدنى ورجال الدين والأحزاب ويدعمها تحويل مركز علاج الفيروس
الكبدى "سى " بالجامعة إلى مراكز لمنع انتشار الفيروس مع تفعيل جهود المكافحة
داخل المستشفيات للحد من انتشاره داخلها .
وأضاف أن الخطة سيشارك فى تنفيذها أعضاء هيئة التدريس والطلاب وخاصة فى مجال
نشر الوعى الصحى كما ستقوم الجامعة بتوجيه نسبة من المشروعات البحثية والرسائل
العلمية لخدمة الخطة مشيراً أن محاور الندوة تمثل بنوداً للخطة وهى منع العدوى
داخل المستشفيات وتشكيل لجان مستقلة للمراقبة والمتابعة ، ومنع انتشارها داخل
الأسرة الواحدة وكذلك فى القرى والمناطق العشوائية والصغيرة مؤكداً أن تكلفة
التنفيذ أقل بكثير من تكاليف العلاج الباهظة .
تضمنت الندوة ثلاث محاضرات الأولى للدكتور عبد الغنى عبد الحميد سليمان رئيس
قسم طب الجهاز الهضمى والمناطق الحارة بكلية الطب وسكرتير عام الجمعية الذى
أوضح فيها أن فيها " بى ، سى " هما الأكثر انتشاراً ويؤديان إلى مضاعفات على
المدى البعيد وتتم الإصابة ونلحق بهما عن طريق التعرض لدم ملوث بالفيروس أو
مشاركة الآخرين للأدوات الشخصية وعن مضاعفات الالتهاب الكبدى المزمن قال أنها
تشمل تليف الكبد وحدوث فشل كبدى ودوالى المرئ ونزيف بالقناة الهضمية واستسقاء
للبطن وورم بالساقين وغيبوبة الكبد .
أما المحاضرة الثانية أستعرض فيها الدكتور أحمد مدحت نصر رئيس الجمعية دور
الدولة والمجتمع فى منع انتشار وعلاج الفيروس وأن 50% من وسائل نقل العدوى
سببها الحقن الملوثة وأكد أن من أهم أسباب العدوى أيضاً المشاركة فى استعمال
فرشاة الأسنان وماكينات الحلاقة وحقن تحليل السكر مشيراً إلى حدوث 400 ألف حالة
سرطان كبد سنوياً فى مصر وطالب الأمهات الحوامل المصابات بالفيروس "بى " ضرورة
الالتزام بتطعيم الطفل المولود خلال الساعات الأولى من ولادته إلى جانب الحرص
على التطعيمات الدورية ، كما أشار إلى حدوث من 70 إلى 100 ألف حالة عدوى سنوياً
فى مصر وأشار إلى الآثار السلبية لهذا المرض على مختلف نواحى الحياة الاقتصادية
والصحية والاجتماعية وخاصة العلاقات الزوجية فقد يؤدى فى كثير من الحالات إلى
الطلاق وكما قد يكون مدخلاً وما يسببه للإصابة بنحو 36 مرضاً نتيجة مضاعفاته .
وطالب الدكتور محمد عدوى نافع الأستاذ بطب أسيوط ورئيس شرف الجمعية فى المحاضرة
الثالثة بالبعد عن الممارسات الطبية السلبية فى هذا الصدد خاصة فيما يتعلق
بانتشار حالة من الذعر من الفيروس والتى تتمثل فى إدخال الأطباء للمرض فى دائرة
مغلقة وطلب عمل العديد من التحاليل لا لزوم لها وممارسة إعطاء الحقن بدون مبرر
والتوصية بإجراء عمليات جراحية غير مطلوبة وعدم تبصير المريض بالفرق بين المرض
والإصابة، كما أشار إلى مسئولية الإعلام فى اختيار المتخصصين ومن له دراية
بخلفية المريض والمرض والتوجيه بكيفية توصيل المعلومات عن المرض بطريقة سليمة ،
كما حمل الدولة مسئوليتها المتمثلة فى إغفال مسئولو وزارة الصحة الأولويات
والسياسات وتفضيل الدعاية الإعلامية ، كما أكد على ضرورة التخلص من الجهل
والمعلومات الخاطئة التى تروج لها بعض الفئات متمثلة فى المشعوذين والدجالين
تحت شعار الطب الشعبى .
شارك فى الندوة لفيف من ممثلى الوزارات والهيئات فى أسيوط فضلاً عن العديد من
الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدنى والأطباء والعاملين بمستشفيات وزارة
الصحة والتأمين الصحى والقوات المسلحة وجمع من الجمهور .
ندوة بجامعة أسيوط تكشف عن