Skip to main content

نهاية عصر نسيان الصعيد! ... مقال بقلم: أ. د/ شحاتة غريب شلقامي نائب رئيس جامعة أسيوط ... فى الأهرام اليومي

نهاية عصر نسيان الصعيد! ...  مقال بقلم: أ. د/ شحاتة غريب شلقامي نائب رئيس جامعة أسيوط ... فى الأهرام اليومي 

رسالة الرئيس للشباب

منذ عشرات السنين يحلم أبناء الصعيد بَمن يأتى، ليأخذ بأيديهم نحو التنمية، والتخلص من براثن الجهل، والفقر، والتهميش المستمر لهم، حيث قد انحصرت المشروعات القومية الاستراتيجية الكبرى خلال الفترات السابقة فى بعض الأقاليم الأخرى، وكأن الصعيد خارج الخدمة، وكأن أبناؤه لا يحتاجون إلى دعم حقهم فى إتاحة فرص العمل، وتهيئة المناخ لحياة كريمة مستقرة، بدلاً من الهجرة، وترك الأرض، والبحث عن مصادر تساعد على تحقيق العيش الآمن فى أماكن أخرى!. 

لقد عاش بحق أبناء الصعيد سنوات عجاف، ولقد أدى ذلك إلى وجود مساحة لبعض الخونة، والحاقدين، فى أن يستقطبوا بعض الشباب ضد بلدهم، وينشرون الأفكار العدائية، والمتطرفة، مما أدى إلى عدم استقرار الصعيد، وتهيئة المناخ لوجود بعض الجماعات المتطرفة، التى انتهزت فرصة تهميش الصعيد، فى تحقيق مآربهم الشيطانية، وأحلامهم السلطوية، والمستبدة، وجر الشباب إلى معارك التطرف، والإرهاب، مما أدى إلى سيطرة حالة من الذعر، والترهيب، والتخويف، فى الثمانينات، وعاش أهالى الصعيد أسوأ الفترات فى تاريخهم الحديث!.

وقد استمر عصر نسيان الصعيد لسنوات، إلى أن قامت ثورة الثلاثين من يونيو 2013، وَولد من رحمها عصر جديد، هو عصر الجمهورية الجديدة، هو عصر نهاية نسيان الصعيد، وغيره من الأقاليم، فلقد جاءت هذه الجمهورية لتحمل على أعتاقها مهمة تحقيق الأمن، والاستقرار، والتنمية، ومواكبة المستجدات والتطورات العالمية فى جميع القطاعات، وتعزيز المكانة المصرية، وعودة ريادتها للمنطقة، وإعلاء شأن كلمتها فى المحافل الدولية، وأن ينصت الجميع عندما تتكلم مصر!.

ولا ريب أن هذه المكانة الدولية الرفيعة التى تحلت بها مصر، وفرضتها على العالم، بوحدة شعبها، وتماسكها، ووطنية، وإخلاص قائدها، قد أدى إلى زيادة الفرص الاستثمارية فى كل أقاليم الدولة، وقد كان للصعيد نصيب الأسد من حجم هذه الفرص، ليتم تدشين المشروعات القومية الكبرى، التى تحقق التنمية الحقيقية للصعيد، وتوفير آلاف فرص العمل لأبنائه، وتحقيق الاستقرار الاجتماعى، وفتح آفاق جديدة للاستثمار، والتنمية فى مجالات التعليم، والصحة، والصناعة، والإسكان، والطرق، والمدن الجديدة، وغير ذلك من المجالات التى تعزز وتدعم الحق فى الحياة الكريمة.

فلم يأت إعلان أسبوع الصعيد فى هذه الأيام من فراغ، ولكن نتيجة لإخلاص قائد عظيم، قد وفى بالعهد، وأصبحت وعوده واقعاً ملموساً، يترجم صدقه، ونواياه الحسنة، تجاه شعبه بصفة عامة، وتجاه أبناء الصعيد بصفة خاصة، فما يعيشه الصعيد الآن من تنمية شاملة، يدل بالقطع على أن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى لا يتكلم فقط، من خلال كلمات إنشائية مليئة بالوعود أو الخيال، ولكنه يفعل على الأرض، ليلمس الجميع نشأة، ووجود، عصر جديد، يرفع راية التقدم، وخلق الأجواء التى تحافظ على قيمة مصر ومكانتها.

فلقد انطلق فى هذه الأيام من محافظة أسيوط أسبوع الصعيد، ليعلن السيد رئيس الجمهورية للمصريين، وللعالم أجمع، عن افتتاح مجموعة ضخمة من المشروعات القومية الاستراتيجية الكبرى فى صعيد مصر، فى مجالات الطاقة، والمياه، والصرف الصحى، والصحة، والتعليم، والطرق، والمدن الجديدة.

ويأتى فى مقدمة هذه المشروعات مجمع إنتاج البنزين عالى الأوكتين والسولار بأسيوط، والذى تجاوزت تكلفته الاستثمارية المليارات، ويعتبر أكبر مشروع لتكرير وتصنيع البترول يتم إنشاؤه فى صعيد مصر، فهو بحق مشروع عالمى قد تم بأياد مصرية، يهدف إلى تأمين احتياجات السوق المحلية، وتقليل الاستيراد، مما يؤدى إلى دعم الاقتصاد المصرى، وتوفير الآلاف من فرص العمل لأبناء الصعيد، فى مختلف التخصصات، كما أن هذا المشروع يعمل على تجنب المخاطر المصاحبة لعمليات نقل المنتجات البترولية، وما قد ينتج عن ذلك من تهديدات للبيئة.

وليست المشروعات البترولية وحدها التى ترفرف فى سماء الصعيد، ولكن هناك العديد من المشروعات الأخرى العملاقة فى محافظات الصعيد، ما بين محطات ضخمة لتنقية ومعالجة المياه، والصرف الصحى، قد تصل إلى أكثر من عشر محطات، ومستشفيات عملاقة فى المنيا، وأسيوط والأقصر، وغيرها، لخدمة العملية التعليمية، والمواطنين، وشبكة طرق ممتدة شرقاً وغرباً، لتربط بين مدن الصعيد المختلفة، وتيسر حركة المواطنين، وانتقالهم من مكان لآخر .

ولا يفوتنا فى هذا الصدد الإشارة إلى المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، والتى نالت قرى الصعيد النصيب الأكبر من المخصصات المحددة لتنفيذ هذه المبادرة، ليجد أهالى الصعيد فى بلادهم مراكز الشباب المتطورة، والمراكز الطبية المزودة بأحدث الأجهزة، ومشروعات الصرف الصحى، وجودة التيار الكهربائى، ليشعر أهالى الصعيد بجودة حقيقية وواقعية فى الحياة التى يعيشونها، خاصة وأنهم قد عانوا طويلاً من فقدان هذه الجودة فى حياتهم!.

فما يشهده صعيد مصر فى هذه الفترة، لم يشهده من قبل، ويضمن لأبنائه المستقبل الآمن، ولكن هذا يفرض عليهم تحدياً كبيراً، يتمثل فى ضرورة وحتمية الشعور بالمسئولية، وأن يكونوا على قدر هذه المسئولية، وأن يطوروا من قدراتهم، ومهاراتهم، كى يجدون الفرصة وسط هذه الآلاف من الفرص المتاحة لهم، ولكنها تتطلب وجود شباب قادرين على العمل الجاد، ويتمتعون بمهارات عالية، تتماشى مع عصر الرقمنة، والمعلوماتية، فإذا كانت الدولة والقيادة السياسية قد أنهت على عصر نسيان الصعيد، وقد أطلقت أسبوع الصعيد ليبدأ من أسيوط، فإن ذلك يفرض أيضاً على أبناء الصعيد عدم نسيان الاستعداد الجيد، للمشاركة بإيجابية فى عمليات التنمية الشاملة التى تتم فى صعيد مصر.

https://gate.ahram.org.eg/daily/News/203979/4/837234/%D9%82%D8%B6%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%A1/%D9%86%D9%87%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D8%B5%D8%B1-%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B9%D9%8A%D8%AF.aspx