عالج البحث: موضوع "عِلم الْحِيَل الهَنْدَسِيَّة فِي مِصْر الفَاطِمِيَّة والأَيُّوبيَّة" أو ما يُعرف اليوم بعِلم المِيكَانيكا، أو الهَنْدَسة المِيكَانِيكيّة والفيزياء التطبيقيّة. وأستُهل البحث بطرح لمَفهُوم الْحِيَلة والتَعريف بعِلم الْحِيَل الهَنْدَسِيَّة، ثم تناول أَعْلَام مُهَنْدِسي الْحِيَل فِي مِصْر الفَاطِمِيَّة والأَيُّوبيَّة، ثم عرض لأهم مَا قَدّموه مِن انجازات وتطبيقات هَنْدَسِيَّة باستخدام ذلك العِلم؛ كالاهتمام بأمر الرَّوافع وتطويرها، واستُخدام الطَّواحِين والمَعاصِر الّتِي تُدار بالقوة الحيوانية أو بقوّة دَفعِ المَاء، وابتكار آلات قِيَاس الْوَقْت وتطويرها، واستخدام الإبْرَة المغْناطيسيَّة (البُوصلة) لتَحْدِيد الاتجاهات الْأَصْلِيَّة، وصِناعة وتطوير بَعض الآلَات الحَربيَّة (كالْمَنْجَنِيقات والدَّبَّابَات وغيرهما)، وصناعة الدُّمَى المُتحرّكة ذَاتِيًّا وإصْدَار الأصْوَات مِنها. وليس ثمَّة شك أن مثل هذه الانجازات والتطبيقات تُعدّ إِضَافة جَدِيدَة إِلَى سِجلّات المُهَنْدِسين المُسلمين، المَطويّة صَفَحَاتها، والحَافِلَة دَومًا بالانجازات الحَضَاريّة الرَّائعة، والَّتِي هِيَ فِي مَسِيس الحَاجَة لنفض الغبار عنها؛ للكَشف عمّا هُوَ مَسطور بدَاخِلها مِن رَوَائعٍ هندسيَّةٍ وحضاريةٍ، تَفُوحُ كُلّها بعَبقَريّات مُبْتَكِريها وصَانِعيها.