الاحتياجات التدريبية لمعلمات رياض الأطفال واتجاههن نحو المهنة في ضوء منهج حقي ألعب وأتعلم وأبتكر (دراسة ميدانية)
(*) د. يارا إبراهيم محمد إبراهيم
نبعت مشكلة الدراسة الحالية من خلال تدريس الباحثة لمقرر التنمية المهنية لطالبات الدبلوم الخاص في تربية الطفل على مدار أربع أعوام ماضية (2011 - 2015)، وبسؤالهن عن أوضاعهن بعد تطبيق المنهج الجديد، وتطبيق بعض الاستبيانات المفتوحة وعقد مقابلات معهن ورصد ذلك على مدار أربع أعوام متتالية، واستخلصت الباحثة ما يلي:
1- تباين اتجاه المعلمات نحو مهنتهن بعد تطبيق المنهج الجديد بظهور صعوبات في تطبيقه ترجع لكثرة الوثائق والأدلة المطلوبة وزيادة المهام المطلوبة منهن مع زيادة كثافة الأطفال داخل القاعات ووجود معلمة واحدة لـ(45) طفلا.
2-تكرار شكوى المعلمات من قلة التدريبات التي حصلن عليها كما أنها لا تناسب احتياجاتهن الفعلية وبالرغم من أن الاحتياجات التدريبية فردية وتختلف من معلمة لأخرى إلا أن التدريبات التي حصلن عليها عامة، كما أن مسئولات وحدة التدريب بالجودة لديهن صعوبات في تحديد الاحتياجات وأنواع التدريبات الحديثة اللازمة في ضوء مجالات ومعايير اعداد معلمة الروضة.
3-يتطلب المنهج الجديد من معلمات رياض الأطفال تطبيق أداة التقويم الذاتي لهن في ضوء المعايير القومية لرياض الأطفال بهدف وضع خطة لتحسين الأداء وتحديد احتياجات المعلمات الفعلية، ومن ثم تحديد أولويات التنمية المهنية لديهن، وتشمل الأداة على سبع وعشرون بندا يقيس كل منها مؤشرا أو أكثر من المؤشرات الخاصة لخمس مجالات لمعايير معلمة الروضة، وتقاس البنود باستخدام مقياس متدرج مكون من أربع نقاط تعكس مراحل تطور الأداء.
4-ميدانياً تعاني المعلمات من تحديد احتياجاتهن في ضوء أداة التقويم الذاتي لهن وذلك لتعدد الممارسات والأداءات الخاصة بكل مؤشر وتداخل الاحتياجات التدريبية الخاصة لكل مؤشر وعدم توافر أداة علمية خاصة لذلك بل تعتمد على الاجتهادات الفردية للمعلمات فكان هدف الدراسة الحالية بناء استبانة لتحديد احتياجات معلمات رياض الأطفال في ضوء أداة التقويم الذاتي لأداء معلمة الروضة ولنفس مجالات ومعايير معلمة الروضة.
كما أن معظم البحوث التي تناولت الاحتياجات التدريبية لمعلمات رياض الأطفال كانت قبل تطبيق منهج حقي ألعب وأتعلم وأبتكر وتناولت الاحتياجات التدريبية في ضوء معايير الجودة ولم تتطرق إلى الاحتياجات التدريبية لمعلمات رياض الأطفال أو اتجاههن نحو المهنة بعد تطبيق المنهج الجديد، مما دعي الباحثة لإجراء هذه الدراسة، وبهذا تبلورت مشكلة الدراسة في تحديد الاحتياجات التدريبية لمعلمات رياض الأطفال وعلاقتها باتجاههن نحو المهنة في ضوء منهج حقي ألعب وأتعلم وأبتكر.
أسئلة الدراسة:
1- ما الاحتياجات التدريبية اللازمة لمعلمات رياض الأطفال في ضوء منهج حقي ألعب وأتعلم وأبتكر؟
2- ما مستوى أتجاه معلمات رياض الأطفال نحو المهنة بعد تطبيق منهج حقي ألعب وأتعلم وأبتكر؟
3- هل توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطات درجات المعلمات على استبانة الاحتياجات التدريبية وذلك طبقاً للمتغيرات الديموجرافية (الخبرة، المؤهل الدراسي، نوع الروضة، اعتماد الروضة من هيئة ضمان الجودة والاعتماد، مكان الروضة)؟
4- هل توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطات درجات المعلمات على مقياس الاتجاه نحو المهنةوذلك طبقاً للمتغيرات الديموجرافية (الخبرة، المؤهل الدراسي، نوع الروضة، اعتماد الروضة من هيئة ضمان الجودة والاعتماد، مكان الروضة)؟
5- هل توجد علاقة ارتباطية ذات دلالة احصائية بين متوسطي درجات المعلمات في كل من استبانة الاحتياجات التدريبية ومقياس اتجاهات معلمات رياض الأطفال نحو المهنة؟
6- ما التصور المقترح لتطوير برامج تدريب معلمات رياض الأطفال وفقاً لاحتياجتهن في ضوء منهج حقي ألعب وأتعلم وأبتكر؟
أهداف الدراسة:
1- تحديد الاحتياجات التدريبية اللازمة لمعلمات رياض الأطفال في ضوء منهج حقي ألعب وأتعلم وأبتكر.
2- التعرف على اتجاه معلمات رياض الأطفال نحو المهنة بعد تطبيق منهج حقي ألعب وأتعلم وأبتكر.
3- التعرف على الفروق بين متوسطات درجات المعلمات على استبانة الاحتياجات التدريبية وذلك طبقاً للمتغيرات الديموجرافية (الخبرة، المؤهل الدراسي، نوع الروضة، اعتماد الروضة من هيئة ضمان الجودة والاعتماد، مكان الروضة).
4- التعرف على الفروق بين متوسطات درجات المعلمات على مقياس الاتجاه نحو المهنةوذلك طبقاً للمتغيرات الديموجرافية (الخبرة، المؤهل الدراسي، نوع الروضة، اعتماد الروضة من هيئة ضمان الجودة والاعتماد، مكان الروضة).
5- تحديد نوع العلاقة الارتباطية بين متوسطي درجات المعلمات في كل من استبانة الاحتياجات التدريبية ومقياس اتجاهات معلمات رياض الأطفال نحو المهنة.
6- إعداد تصور مقترح لتطوير برامج تدريب معلمات رياض الأطفال وفقاً لاحتياجتهن في ضوء منهج حقي ألعب وأتعلم وأبتكر.
أدوات الدراسة: قامت الباحثة بإعداد الأدوات التالية:
1- استبانة تحديد الاحتياجات التدريبية لمعلمات رياض الأطفال في ضوء منهج حقي ألعب وأتعلم وأبتكر.
2- مقياس أتجاه معلمات رياض الأطفال نحو المهنة.
فروض الدراسة:
1. توجد أحتياجات تدريبية عالية لمعلمات رياض الأطفال في ضوء منهج حقي ألعب وأتعلم وأبتكر.
2. توجد اتجاهات ايجابية لمعلمات رياض الأطفال نحو المهنة بعد تطبيق ضوء منهج حقي ألعب وأتعلم وأبتكر.
3. لا توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطات درجات المعلمات على استبانة الاحتياجات التدريبية وذلك وفقاً للمتغيرات الديموجرافية (الخبرة، المؤهل الدراسي، نوع الروضة، اعتماد الروضة من هيئة ضمان الجودة والاعتماد، مكان الروضة).
4. لا توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطات درجات المعلمات على مقياس الاتجاه نحو المهنة وذلك وفقاً للمتغيرات الديموجرافية (الخبرة، المؤهل الدراسي، نوع الروضة، اعتماد الروضة من هيئة ضمان الجودة والاعتماد، مكان الروضة.
5. توجد علاقة ارتباطية سالبة بين الاحتياجات التدريبية لمعلمات رياض الأطفال واتجاهتهن نحو المهنة.
منهج الدراسة:
استخدمت الباحثة المنهج الوصفي الميداني، فهو لا يهتم فقط بجمع المعلومات وتبويبها فقط، بل يهتم ايضاً بتنظيم البيانات وتحليلها، واستخراج الاستنتاجات ذات الدلالة والمغزى بالنسبة للمشكلة (جابرعبد الحميد وأحمد كاظم،2002،134)، لمناسبته لطبيعة الدراسة، بهدف جمع المعلومات من أفراد العينة للوقوف على الاحتياجات التدريبية لمعلمات رياض الأطفال واتجاههن نحو المهنة بعد تطبيق منهج حقي ألعب وأتعلم وأبتكر .
وتكونت عينة الدراسة من 161 معلمة من معلمات رياض الأطفال اللاتي يعملن بالروضات الحكومية والتجريبية والخاصة بقرى ومدن محافظة أسيوط واللاتي يقمن بتطبيق المنهج الجديد داخل القاعات
نتائج الدراسة:
1- توجد احتياجات تدريبية متوسطة لمعلمات رياض الأطفال، كما توجد أتجاهات حيادية لديهن نحو المهنة في ضوء منهج حقي ألعب وأتعلم وأبتكر.
2-لا توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطي درجات المعلمات على استبانة الاحتياجات التدريبية ومقياس الاتجاه نحو المهنة طبقاً للمتغيرات الديموجرافية (الخبرة، المؤهل الدراسي، اعتماد الروضة، مكان الروضة).
3- توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطي درجات المعلمات على استبانة الاحتياجات التدريبية وذلك طبقاً لمتغير نوع الروضة لصالح الروضات الخاصة.
4- توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطي درجات المعلمات على مقياس الاتجاه نحو المهنة وذلك طبقاً لمتغير نوع الروضة لصالح الروضات الحكومية.
5- لا توجد علاقة ارتباطية دالة احصائياً بين مجالات استبانة الاحتياجات التدريبية لمعلمات رياض الأطفال وأبعاد مقياس الاتجاه نحو المهنة.
كما اقترحت الدراسة الحالية تصور مستقبلي لتطوير برامج تدريب معلمات رياض الأطفال وفقاً لاحتياجتهن من خلال انشاء مركز التنمية المهنية لمعلمات رياض الأطفال بمحافظة أسيوط وهو مركز معلن وله موقع الكتروني تم انشائه بإدارة رياض الأطفال بالمحافظة، وتم عرض تفاصيل المركز من حيث الاهداف ، المكان وتجهيزاته ، عدد المتدربين ، المدربين ، وأساليب التدريب ،التقييم وآليات تنفيذ التصور المقترح.
توصيات الدراسة:
في ضوء نتائج الدراسة يمكن تقديم التوصيات الاتية:
1- تلبية الاحتياجات التدريبية لمعلمات رياض الأطفال في محافظة أسيوط وفقا لنتائج هذه الدراسة، وتعميم استبانة الاحتياجات التدريبية لتطبيقها على كافة المحافظات بمصر
2- دعم معلمات رياض الأطفال بالروضات الخاصة على مختلف الأصعدة من ناحية الاشراف والتوجيه
3- تفعيل وحدة التدريب داخل الروضات من أجل عمل خطة فردية لكل معلمة تلبي احتياجاتها الفعلية
4- اعادة النظر في وثائق المنهج الجديد بهدف تطويرها ودمج بعضها بما يقلل الأعباء على عاتق المعلمة وبما لا يخل من فلسفة وهدف المنهج الجديد
5- سرعة ادراج مرحلة رياض الأطفال كمرحلة الزامية في السلم التعليمي بمصر ليساهم في تكوين اتجاهات ايجابية للمعلمات نحو مهنتهن.
6- عقد برامج توعية للمعلمات بأهمية التدريبات لتحسين أدائهن المهني.
الدراسات المقترحة:
1- فاعلية موديول تجريبي مقترح لمجال أساليب التعليم وادارة مواقف التعلم في تنمية الأداء المهني لمعلمات الروضة.
2- دراسة مقارنة بين الروضات المعتمدة وغير المعتمدة من الهيئة القومية لضمان الجودة والاعتماد وفقا لبعض المتغيرات.
3- العلاقة بين اتجاه معلمات رياض الأطفال نحو المهنة ومستوى الابتكار لاطفالهن بالروضة.