تمثل الجوانب الإنسانية ذلك الغطاء المعنوي المشكل للبيئة العمرانية الشاملة، والذي من خلالها يتم وضع المبادئ والعناصر الرئيسية لتشكيل واستمرار البيئة العمرانية، وعليه فإن أي تغيير أو تبديل في تلك الجوانب قد يؤدي بشكل أساسي إلي تغيير استخدام مباني تلك البيئة، ومن ثم تغيير في الهيكل البنائي لها والذي يؤدي بعد ذلك إلي تدهور أو ازدهار حالتها البنائية.
يهدف البحث لدراسة مدي مساهمة تغير أو ثبات الجوانب الإنسانية في الحفاظ علي المباني التراثية من خلال استمرارية استخدامها في الوظيفة الأصلية أو استبدالها بأخرى جديدة. وعليه فقد تبني البحث المنهج الاستقرائي والتحليلي، حيث يتكون البحث من ستة أجزاء، يناقش الجزء الأول مفهوم ومجالات الجوانب الإنسانية ومدي تأثيرها علي البيئة المعمارية والعمرانية، والجزء الثاني يعرض نبذة تاريخية عن السماسر في اليمن وتصنيفها ودورها في سوق ومدينة صنعاء القديمة، والجزء الثالث يحلل البعد الإنساني والعمراني والتاريخي لسمسرة الزبيب (الجمرك) وأما الجزء الرابع فيحلل سمسرة المنصورة، وفي الجزء الخامس يعرض البحث أهم الملاحظات والاستنتاجات التي خلص أليها البحث، ويحتوي الجزء الأخير علي توصيات الباحث النهائية.
يخلص البحث إلى أن التغير السلبي لبعض الجوانب الإنسانية لأفراد المجتمع المتعاملين مع البيئة العمرانية التراثية يؤدي إلى تغير الاستخدام الأصلي للمباني التراثية أو إهمالها الأمر الذي يؤدي إلي تدهور المبني نتيجة للإهمال وعدم الصيانة المستمرة له. ومن جانب أخر فإن عدم ثبات الجوانب الإنسانية يؤدي إلي استمرار المحافظة بدرجة قوية علي الاستخدام الأصلي للمبني التراثي الأمر الذي انعكس في المحافظة علي البنية المعمارية له، وهذا يدل علي استمرار ارتباط الإنسان بالمبني وذلك في أطار تبادل المنفعة بينهما من خلال استمرار المبني في تلبية رغبات واحتياجات أفراد المجتمع الذين يقومون بالمحافظة علي المبني التراثي كونه أحد عناصر البيئة الإنسانية والعمرانية للمجتمع.
Research Member
Research Department
Research Year
2010
Research Journal
مجلة تقنية البناء، وزارة الشئون البلدية والقروية، الرياض، المملكة العربية السعودية
Research Publisher
وزارة الشئون البلدية والقروية، الرياض، المملكة العربية السعودية
Research Vol
العدد 21
Research Rank
2
Research_Pages
ص 10-28
Research Abstract