كشف الدكتور طارق الجمال نائب رئيس جامعة أسيوط لشئون الدراسات العليا والبحوث ورئيس مجلس إدارة مستشفيات أسيوط الجامعية أن السنوات الأخيرة شهدت طفرة حقيقية في مستوى الخدمة الصحية المقدمة لملايين المرضى في محافظات صعيد مصر والتي تسعى لدعم بعض التخصصات المتميزة وتقديم خدمة علاجية متقدمة بالغة التخصص وإعداد كوادر طبيبة مؤهلة إلى جانب مواصلة مسيرة البحث العلمي بما يخدم العمل الطبي وهو ما يحتاج إلى دعم المجتمع المدني والقادرين من أفراد المجتمع لرفع العبء عن كاهل الدولة .
جاء ذلك خلال لقائه المشترك مع الدكتور مصطفى الشرقاوي عميد معهد جنوب مصر ورئيس مجلس أمناء مؤسسة أصدقاء المعهد وذلك لإعلان بداية مرحلة من التعاون والعمل المشترك بين الجانبين وتنظيم سبل الدعم المجتمعي المقدم لمستشفيات أسيوط الجامعية ومعهد جنوب مصر للأورام وذلك بحضور الدكتور على عبد العليم رئيس الإدارة المركزية لمستشفيات أسيوط الجامعية والدكتور أحمد حسن مدير مستشفى الأورام الجامعي ، والدكتورة سحر عيسى مدير عام الشئون الطبية والعلاجية بالمعهد ، وياسين نائب أمين عام مؤسسة أصدقاء معهد جنوب مصر للأورام وبحضور عدد من ممثلي وسائل الإعلام المختلفة بأسيوط .
وأوضح الدكتور الجمال أن إستراتيجية العمل داخل مستشفيات أسيوط الجامعية اتجهت إلى تطبيق مركزية الخدمات المتخصصة المقدمة للمرضى وذلك عن طريق ما قامت به من دمج عدد من التخصصات المشتركة في مكان واحد مثل ما حدث في مستشفى الراجحى للكبد والتي أصبحت تشمل قسم الجهاز الهضمي ووحدته وجراحاته داخل نفس المستشفى ، وكذلك دمج قسم القلب والأوعية الدموية وجراحات القلب وقلب الأطفال داخل مركز القلب الجديد وهو ما أثمر عن تطور كبير في مستوى الخدمة العلاجية المقدمة بهم ، وقد أضاف الدكتور الجمال أن عدد زراعات الكلى التي تم إجرائها وصل إلى 22 عملية بنسبة نجاح 100% ، وإجراء نحو 8 عمليات زرع كبد بنجاح بمستشفى الراجحى الجامعي ، إلى جانب قيام مركز القلب الجديد بإجراء أكثر من 1200 قسطرة سنوياً بالإضافة إلى قيامه بتوفير خدمة دعامة الحياة والتي تتيح إجراء عملية قسطرة فورية وعاجلة للمريض وبشكل مجاني ، مشيراً إلى ما شهدته مستشفيات جامعة أسيوط من تطور نوعى في العناية المركزة والتي تضاعفت قدرتها الاستيعابية في عدد من الأقسام الطبية .
معلناً أنه من المقرر قريباً افتتاح أكبر عناية للأطفال فى مصر بطاقة استيعابية تبلغ 60 سرير ن كما تم الانتهاء تقريباً من تطوير قطاع العلاج الخاص لتقديم علاج متميز بأجر للراغبين فى ذلك يسمح له باختبار الطبيب المعالج ومزود بعيادات تخصصية وغرف فاخرة وذلك لتعظيم الاستفادة من إمكانيات مستشفيات أسيوط الجامعية وتوفير مورد ذاتي لها ، كما تم افتتاح مستشفى أسيوط الجديدة بطاقة استيعابية تبلغ 51 سرير لخدمة منطقة أسيوط الجديدة والقرى المجاورة لها .
وعن إسهامات المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني أوضح الدكتور طارق الجمال أن أكبر دعم تم توجيهه مؤخراً من جهة حكومية كان من البنك الأهلي والذي قدم دعم مالي يبلغ 42 مليون جنيه والتي توجهه في عدد من التخصصات مثل شراء جهازين لتفتيت الحصوات وذلك في خطوة لإنشاء وحدة متقدمة متخصصة في تفتيت الحصوات ، إلى جانب ما ساهمت به جمعية الأورمان في تجهيز وإنشاء مركز القلب بتكلفة تجاوزت 52 مليون جنيه ولازالت تواصل العمل المشترك في دعم المركز وتقدمه .
وعن احتياجات مستشفيات أسيوط الجامعية أعلن نائب رئيس جامعة أسيوط أن الجامعة تقدم منظومة صحية على أسس قوية من الإمكانيات الطبية المتقدمة والكوادر البشرية والبحثية المتميزة في شتئ المجالات وتستقبل نحو 2 مليون مريض سنوياً وهو ما خلق حاجة لتقديم الدعم اللازم لتلبية احتياجات تلك الخدمة الصحية المكثفة والتي تتمثل في ثلاث محاور يتعلق الأول بالتبرع بتقديم أجهزة طبية والتي تتنوع بين أجهزة بسيطة لقياس الضغط ورسم القلب إلى أكبر الأجهزة التشخيصية والعلاجية المستخدمة ، أما المحور الثاني يرتكز على دعم بعض المستهلكات عالية الثمن والتي تستخدم في العمليات المتخصصة والدقيقة ويتطلب المحور الثالث تقديم الدعم اللازم للعمليات الجراحية عالية التكلفة والتي قد تصل إلى 300 ألف جنيه لزراعة الكبد ، وكذلك عمليات زراعة الكلى وذلك لارتفاع أسعار الأدوية المعالجة في ذلك التخصص إلى جانب الحاجة إلى دعم ما تقدمه مستشفيات جامعة أسيوط من دعم لعمليات زرع القوقعة والتي تصل تكلفتها إلى 110 ألف جنيه والتي يمكن بها إنقاذ مستقبل طفل ، معلناً كذلك عن البدء في إجراء عمليات زرع القرنية في المرحلة القادمة .
وعن معهد جنوب مصر للأورام أشار الدكتور مصطفى الشرقاوي إلى ما تم من إنجازات غير مسبوقة داخل المعهد والتي شملت إنشاء وحدة غسيل كلوي بتكلفة 30 مليون جنيه وعيادات اليوم الواحد والتي تشمل 55 سرير وأجهزة تنفس صناعي بلغت 80 جهاز ، كما تم توفير 22 سرير رعاية مركزة للأطفال .
وقد أضاف الدكتور الشرقاوي أنه تم وصول بالفعل جهاز المعجل الخطى ، كما أنه جارى وصول الجهاز الثاني إلى جانب إنشاء وحدة علاج الآلام ووحدة التغذية الوريدية ، ووحدة الصيدلية الإكلينيكية، إلى جانب تطوير قسم الباثولوجيا بتكلفة مليون ونصف عن طريق متبرع وحيد ، مضيفاً نجاح المعهد فى إجراء أول حالتين زرع نخاع فى صعيد مصر . مشيداً كذلك بالدعم المقدم لمؤسسة أصدقاء معهد جنوب مصر للأورام من تبرعات أصدقاء المعهد وتبرعات أهل الخير من أصدقاء المعهد .
وعن احتياجات المعهد في المرحلة القادمة أشار الدكتور الشرقاوي إلى الحاجة إلى تطوير قسم الجراحة هو الهدف القادم والتي تشمل 5 غرف عمليات والتي يلزم تجهيزها بالكبسولات ويبلغ سعر الكبسولة 4 مليون جنيه ، إلى جانب الحاجة إلى أجهزة بحثية بقيمة 2 مليون جنيه لقسم بيولوجيا الأورام والتي يمكن أن تحدث نقلة نوعية في مجال البحث العلمي داخل المعهد .