Skip to main content

أمين عام اتحاد الجامعات العربية يشارك حشد من الوزراء ورؤساء الجامعات فى وضع حلول

لتطوير التعليم الطبى من خلال منظومة الطب التكاملى


كشف الدكتور طارق الجمال رئيس جامعة أسيوط على أن نظم التدريب والممارسة العملية للأطباء أقوى من نظم التعليم المتاحة فى كليات الطب ، مشيراً إلى تميز كثير من الأطباء المصريين فى عدد من التخصصات لا يرجع فضله إلى نظام تعليم فائق الجودة ولكنه يرجع إلى كثافة الممارسة العملية والخبرات المتراكمة والاحتكاك الفعلي بالحالات ، وهو ما يظهر جلياً فيما يواجهه الطبيب من صعوبة فى التعامل مع الحالات المرضية المعقدة التى يعانى فيها المريض من أكثر من مرض أوله تاريخ مرضى طويل.
كما أشار الدكتور الجمال إلى وجود 34 قسماً علمياً بكلية الطب تتضمن 10 أقسام علمية و 24 قسماً إكلينيكاً وهو ما يستدعى ضرورة وجود نظام تعليمى يعتمد على دراسة المواد ذات الصلة المتكاملة ، مع البدء فى إعداد الطالب لدراسة الطب منذ المرحلة الثانوية .
جاء ذلك خلال مشاركة رئيس جامعة أسيوط فى حلقة نقاشية بعنوان "تطوير التعليم الطبى من خلال منظومة الطب التكاملى " والمنعقدة ضمن وقائع المؤتمر الدولى الثامن لجمعية الطب التكاملى واضطرابات النوم والذى تنظمه الجمعية تحت مظلة إتحاد الجامعات العربية وبتعاون جامعات أسيوط ، وأسوان، وبدر ، وجامعة النيلين السودانية ، وصرحت الدكتورة سوزان سلامة أستاذة أمراض الصدر بجامعة أسيوط ورئيسة المؤتمر أن الجلسة تهدف إلى مناقشة اهم الملامح التى تواجه تطوير التعليم الطبى من خلال منظومة الطب التكاملى والمعتمد على دراسة الطب بالتكامل بين أقسامها المختلفة وليس على نحو منفصل حيث أدار النقاش الدكتور مصطفى كمال رئيس جامعة بدر ورئيس الجمعية وذلك بحضور الأستاذ محمد حجازى نائب محافظ الأقصر المستشار مصطفى ألهم ، و الدكتور عمرو عزت سلامة أمين عام اتحاد الجامعات العربية ووزير التعليم العالى الأسبق والدكتور أحمد زكى بدر وزير التنمية المحلية الأسبق، الدكتور أشرف حاتم أستاذ أمراض الصدر ووزير الصحة الأسبق والدكتور أحمد غلاب رئيس جامعة أسوان ، ومن القيادات الجامعية الدكتور عباس منصور رئيس جامعة جنوب الوادى ، والدكتور خالد عبد البارى رئيس جامعة الزقاويق ، والدكتور أحمد عبده جعيص رئيس جامعة أسيوط السابق وعضو مجلس إدارة الجمعية ، والدكتور منصور الكباش رئيس جامعة أسوان السابق ، والدكتور محمد العمارى رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب ، والدكتور شحاتة غريب نائب رئيس جامعة أسيوط ، والدكتور أبو الفضل بدران نائب رئيس جامعة جنوب الوادى ، والدكتور أشرف حيدر نائب رئيس جامعة بدر، والدكتور الفاتح البخارى ممثلاً عن جامعة النيلين ، والدكتور حمدى حسين عميد طب جنوب الوادى ، والدكتورة نيرة حسن مفتاح عميدة كلية الطب بجامعة الأزهر.
وشدد الدكتور خالد عبد البارى على ضرورة إحداث تغيير حقيقى وفعلى فى نظم التعليم الطبى قبل حلول 2023 والذى لن يتم بعدها الأعتراف بشهادة أى خريج غير متوائمة مع نظم التعليم الطبى الحديث ، مشيداً بنشاط القطاع الطبى والذى تعد لجنته من أولى اللجان بالمجلس الأعلى للجامعات التى استطاعت قطع شوطاً كبيراً فى مسيرة تغير اللوائح والنظم الدراسية بكليات الطب والتى قامت بإجراء استبيان لقياس مدى تجاوب طلاب كليات الطب للدراسة بالنظام الجديد وهو ما أظهر نتائج إيجابية بصورة كبيرة .
وخلال مداخلته فى الحلقة النقاشية أشاد الدكتور عباس منصور على ما تقوم به جمعية الطب التكاملى واضطرابات النوم من جهد فى نشر ثقافة الطب التكاملى منذ إنشائها وما تقدمه مؤتمراتها العلمية من مادة علمية غنية ومحفلاً طبياً متميزاً وانعكاسا كذلك للعلاقات الوثيقة والتاريخية بين دولتى مصر والسودان والمترجم فى شراكة جامعة النيلين السودانية مع عدد من الجامعات المصرية فى أنشطة الجمعية والممتد عبر السنوات الماضية.
كما أكد الدكتور عمرو عزت سلامة على أهمية الطب التكاملى لتجنب علاج مضاعفات صحية خلال علاج المريض ، أو علاجه من مرض على حساب أمراض أخرى وهو الفرق بين التعليم الطبى فى الوطن العربى وبين التعليم الطبى فى الدول المتقدمة ، مؤكداً على ضرورة دمج العلوم الإنسانية مع تعليم المواد العلمية والطبية، منوهاً إلى جهود إتحاد الجامعات العربية فى تكثيف النشر العلمى والخروج به إلى أكبر المجلات والدوريات العالمية ، موضحاً أن على مستوى الصعيد العربى هناك 23 جمعية تجمع عمداء الكليات المناظرة فى مختلف الجامعات ورغم أن كل جمعية تقوم بإصدار مجلة علمية إلا أن معظم أنشطتها لا يخروج للعالمية بالحجم المطلوب.
كما أشاد الدكتور أحمد زكى بدر بعلماء الطب فى مصر وقاماتهم العلمية المشهود لهم بالكفاءة وهو ما يجعل من تطوير التعليم الطبى خطوة هامة لتطوير العمل الطبى فى مصر.
أما الدكتور أشرف حاتم فقد استعرض تاريخ العمل الطبى فى مصر منذ بدايته إلى ما أل إليه من عدد كبير من كليات الطب والمستشفيات الجامعية والتى تحتاج إلى تطوير مناهجها التعليمية لمواكبة التغيرات العالمية واللحاق بركاب الدول المتقدمة طبياً فى ظل ما تضمه مصر من كثافة سكانية هائلة مما يستلزم تطوير الخدمة الطبية المقدمة لهم بشكل متواصل.
أكد الأستاذ محمد حجازى فى كلمته نيابةً عن المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر على أن منظومة التعليم فى مصر لمواكبةا لتطور العالمي فى مصر والتى بدأت بالفعل تنعكس فى إنشاء مدارس متطورة مثل مدارس النيل والمدارس اليابانية والتى تعكس جهود الدولة فى النهوض بالحركة العلمية ومنظومة التعليم فى مصر .
وتناول الدكتور شحاتة غريب جانباً هاماً من الطب التكاملي وهو ضرورة تضمنها للجانب الإجتماعى وعدم قصره على التعاون بين الأقسام الطبية المختلفة ، مشيراً إلى ان هناك انتشار واسع للجوء إلى الطب البديل والتداوى بالأعشاب وهو يمثل ظاهرة اجتماعية خطيرة بسبب نقص الوعى لدى أفراد المجتمع وارتفاع تكاليف العلاج الطبية المتخصصة ، موجهاً دعوته لجمعية الطب التكاملى واضطرابات النوم إلى القيام بذلك الدور التوعوى والثقافى لدى المجتمع الجامعى وما يحويه من عدد هائل من الطلاب وذلك لمواجهة السلوكيات المغلوطة والموروثات الشعبية الخاطئة.
وتساءل الدكتور أحمد جعيص عما إذا كان مفهوم تطبيق الطب التكاملى فى التعليم الطبى هو نموذجاً موحداً أم له عدة نماذج متعددة على مستوى العالم وهو ما أجاب عليه الدكتور أشرف حيدر بأن الطب التكاملى هو النظام السائد فى دول العالم المتقدمة منذ أكثر من 10 سنوات، مضيفاً أن الإطار العام للطب التكاملى تقريباً ثابت ولكن التنوع قائم فى كيفية المزج والتكامل بين الأقسام وترك مساحة حرة لتداخل الأقسام فيما بينها .
أما الدكتور منصور الكباش فأشار إلى وجود مشكلة حقيقة تواجه التعليم فى الوطن العربى وهو أن تعليمه ليس منتجاً من أبنائه ولكن يتم استيراده من الخارج مدللاً على ذلك من أن المصطلحات الطبية المتداول استخدامها فيرجع من 3 إلى 5% منها فقط للمقررات الدراسية لكن معظمها صادر من الممارسة العملية.
أما الدكتور الفاتح البخارى فأكد على أن الإيمان بأهمية الطب التكاملى كان دافعاً رئيسياً للتعاون القائم بين جامعة النيلين وجمعية اضطربات النوم طوال السنوات الماضية والهادف إلى التعاون من أجل نشر ثقافة الطب التكاملى فى مصر والسودان، مضيفاً إلى هناك ما بين 4 أو 5 جامعات سودانية بدأت بتغير نظام التعليم بكليات الطب بها بالإعتماد على تطبيق مفهوم الطب التكاملى، مؤكداً أن تحسين مستوى الممارسة الطبية داخل مستشفيات مصر والسودان يحتاج إلى حل سياسي الذى يوفر للطبيب الاكتفاء المادى المناسب نظير تفرغه للعمل فى المستشفيات الحكومية.
أما بشأن جهود طب الأزهر فى مجال الطب التكاملى فأشارت الدكتور نيرة مفتاح إلى حرصها على تشجيع الطلاب على إرساء مفهوم الطب التكاملى حتى من خلال الأنشطة الطلابية وعمل عروض فنية لطلاب الطب والتى تتناول مفاهيم الطب التكاملى وعرض حالات مرضية افتراضية ومناقشة الحلول الممكنة لعلاجها.
كما تضمنت الحلقة النقاشية عرض توضيحي للدكتور محمود عبد العاطى أستاذ الرياضيات بجامعتى سوهاج و زويل حول الخطة الإستراتيجية لاتحاد الجامعات العربية الهادفة إلى تطوير أداء الاتحاد وتقديم خدمات عامة ونوعية لقطاع التعليم العالى فى المنطقة العربية وزيادة النشر العلمى فى المجلات العالمية الكبرى.
وأيضاً عرضاً للدكتور أشرف حيدر نائب رئيس جامعة بدر حول تجربته فى مجال الطب التكاملى والذى تضمن مفهوم الطب التكاملى والمجهودات التى تمت فيه وأهم التحديات التى تواجه تعميمه.
وفى نهاية الجلسة قدمت الجمعية درعها تكريما لأمين عام اتحاد الجامعات العربية، ورئيس جامعة الزقازيق ، ومحافظ الأقصر وذلك لمشاركتهم فى مؤتمر الجمعية لأول مرة.