افتتحت الدكتورة مها غانم القائم بعمل رئيس جامعة أسيوط وقائع الندوة التثقيفية المنعقدة بعنوان القيم و الأخلاقيات التي تحكم سلوك الإنسان فى العمل "و التي تنظمها إدارة المستشفيات الجامعية بالتعاون مع مجمع البحوث الإسلامية و التي حاضرت فيها الدكتورة إلهام شاهين الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية لشئون الواعظات ، و ذلك بحضور الدكتور علاء عطية عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة مستشفيات أسيوط الجامعية ، و الدكتور إيهاب فوزى المدير التنفيذي للمستشفيات الجامعية ، والشيخ على عبد الحافظ وكيل وزارة الأوقاف ورئيس المنطقة الأزهرية بأسيوط ، والأستاذ سمير كامل وهيبى مسئول العلاقات العامة بمكتب فضيلة الأمام الأكبر شيخ الأزهر والدكتور خلف عمار مدير عام الوعظ والإعلام الديني بأسيوط ، والشيخ سيد عبد العزيز أمين عام بيت العائلة بأسيوط ، و بمشاركة لفيف من أطقم التمريض بمستشفيات أسيوط الجامعية .
وفى مستهل كلمتها أكدت الدكتورة مها غانم على حرص إدارة الجامعة على عقد تلك الندوات و اللقاءات التوعوية و التثقيفية لكافة العاملين بمختلف قطاعاتها و العمل على التواصل الدائم و التنسيق مع مختلف الهيئات و المؤسسات العلمية و الدينية و التثقيفية المعنية بذلك ومنها الأزهر الشريف كأكبر مؤسسة دينية تقوم على خدمة الإسلام والمسلمين ،مشيره إلى أن القيم و الأخلاقيات التي تحكم سلوك الإنسان فى العمل باتت جزء أساسي من أدبيات المؤسسات المتقدمة والتي تبحث عن التطوير فى أداء العاملين و رفع مستوى الخدمات التى تقدمها ، فوجود مجموعة من المبادئ والقيم الإيجابية هو السبيل لتوجيه الطاقات وتحفيزها للوصول لأعلى معدلات الإنجاز، فالعاملين الذين يكونوا على درجة من المهارة والخبرة دائما بحاجة إلى ما يضبط سلوكهم ويحفزهم لمزيد من العطاء ويرفع روحهم المعنوية وهذا يتحقق من خلال التزامهم بالقواعد الأخلاقية للعمل الذي يمارسونه.
و خلال محاضرتها و التي جاءت بعنوان "القيم و الأخلاقيات التي تحكم سلوك الإنسان فى العمل " أكدت الدكتورة إلهام شاهين أن الأخلاق أساس تقدم الأمم ورمز لثقافتها وحضارتها، وقد اهتمت الديانات السماوية بالأخلاق، وجاء الإسلام خاتم الأديان ليحث الناس على مكارم الأخلاق ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، فالأخلاق ثمرة عقيدة ومبادئ الأمة الإسلامية، فقد كثرت المواطن التي تنص وتؤكد فيها الشريعة الإسلامية على الأخلاق، فوصف الله عز وجل الرسول بقوله "وإنك لعلى خلق عظيم" (سورة القلم) ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" متفق عليه ، ،كما وجهت حديثها للأطقم التمريض والذين يعرفون بملائكة الرحمة مؤكده ضرورة إتقانهم للعمل و لين القلب والرحمة إثناء معاملاتهم مع المرضى و الخلق الحسن فالعمل عبادة و يجب أن نكون نموذج حسنة للبشرية كلها بأخلاقنا و معاملاتنا الطيبة.
و أشار الشيخ سيد عبد العزيز انه هناك قاعدة شرعية فى الأزهر الشريف نلتزم بها جمعياَ أُثنا كافة معاملاتنا و هي احترام الثوابت الدينية ،فاحترامنا للثوابت الدينية للآخرين يجعلنا قادرين على بناء الوطن بالطريقة الصحيحة و البعد عن الفتن الطائفية و الفكر المتطرف ، فمصر منذ أن إنشائها الله فهي بلد متضامن متماسك يحترم الأديان و الشرائع السماوية بفضل أبنائها العقلاء من رجال الدين و السياسة و الرجال التنفيذيين و القائمين على الأمر يسعون دائما للوحدة و التماسك و الحفاظ على الوطن ويجيب علينا أن نتعامل من خلال اماكن الوظيفية أن كل مواطن مصى له حقوق و علية واجبات
و أكد الدكتور خلف عمار أن الأخلاق هي الركيزة الأساسية لأمن المجتمع و الأساس فى الدين الإسلامي ، كما أن الصورة التي لابد أن يظهر بها المسلمين هي الأخلاق و التمسك بها و فى معاملاتنا اليومية، فالأخلاق هي الثمرة المرجوه من العبادات كما انه لابد من التحلي بالأمانة فى العمل و الصدق و عدم الكذب و أن نراعى الله فى كافة أعمالنا.
و أكد الشيخ على عبد الحافظ أن الأخلاق هي القانون الذى يربط المجتمع و ينظمه فلا يمكن أن تنتظم الحياة الإنسانية إلا بضوابط سلوكية تنظم علاقات الناس فيما بينهم، والأخلاق هي أهم الضوابط التي جثت عليها الشرائع السماوية، والتي جاء رسولنا الكريم ليتممها حيث قال صلى الله عليه وسلم إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ، مشيراَ إلى أذا اقتنع الموظف أن العمل عبادة و أنه وسيلة لتنمية البلد، وازدهاره، وتحسين مستوى الدخل زاد لديه الالتزام بأخلاق العمل .