استكمالاً لخطتها التنفيذية في مكافحة الفساد وتحقيق مبادئ الشفافية والنزاهة في كافة الأنظمة الإدارية , نظمت الإدارة العامة للتنظيم والإدارة بجامعة أسيوط ندوة تثقيفية لتوعية العاملين بخطورة الفساد وتعزيز دورهم في مكافحته وتجفيف منابعه بجهات الجامعة المختلفة , وذلك تحت رعاية الدكتور أحمد عبده جعيص نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث والقائم بأعمال رئيس الجامعة , وبحضور الأستاذ محمود شاكر أمين عام الجامعة , والأستاذ محمد عبد السلام مدير عام التنظيم والإدارة , وذلك بمشاركة لفيف من السادة أعضاء هيئة التدريس بكلية الآداب بالجامعة وبحضور نخبة من العاملين بكافة الكليات والقطاعات المختلفة بالجامعة .
وفي هذا الإطار قدّم الدكتور حمد الله أحمد كيلاني أستاذ علم الاجتماع عرضاً تقديمياً تناول أبرز العوامل التي قد تؤدي إلي انتشار الفساد داخل أي منظومة إدارية , والتي تمثلت في ضعف الانتماء المؤسسي لدي العاملين وضعف فكرة المصلحة العامة , إلي جانب عدم الدقة في اختيار الموظفين وعدم الموضوعية في توزيع المهام الوظيفية , وكذلك عدم وعي القيادات الإدارية بفن الإدارة وإحساس العاملين بأن هناك تسلط إداري داخل منظومة العمل , مضيفاً أنه ترتب علي هذه العوامل آثاراً سلبية بالغة الخطورة أهمها : حصول بعض القيادات علي مواقع متقدمة للأبناء والأصهار والأقارب في الجهاز الوظيفي , ووضع اليد علي المال العام وبالتالي تحولت الوظائف إلي أدوات للثراء الشخصي المتصاعد .
كما استعرض الدكتور أحمد كمال عبد الموجود أستاذ علم الاجتماع أبرز مظاهر الفساد الإداري ومؤشراته , موضحاً أن تلك المظاهر تأخذ ثلاثة أشكال : أولها الفساد السلوكي ويتمثل في التسيب الإداري , المحسوبية والوساطة , وكذلك استغلال النفوذ والسلطة , والتكاسل والسلبية في العمل , وثانيها الفساد المالي متمثلاً في الاختلاس وعدم الأمانة , والرشوة , إلي جانب الفساد التنظيمي والذي يظهر في شكل القيادات الفاسدة , وإفشاء أسرار العمل , إضافةً إلي الامتناع عن أداء العمل وعدم الإخلاص , مشيراً في ذلك إلي أن الرقابة القانونية والعلاقات الاجتماعية والقيم الأخلاقية , وكذلك الأداء الفعلي في العمل والإنجاز فيه هي أبرز المؤشرات التي يتم من خلالها قياس الفساد الإداري في المنظمات الحكومية .
ومن جانبها أكدت الدكتورة ماجدة محمد عبد الباقي أستاذة العلاقات العامة والإعلام علي ضرورة وضع استراتيجيات بنائية ووقائية تقوم علي أسس من الانتماء وحب العمل والالتزام بالقيم والآداب الموجهة للسلوك لتحل ثقافة النزاهة محل ثقافة الفساد , مشيرةً في ذلك أن هذه الاستراتجيات ينبغي أن تكون نابعة من إرادة القادة والمسئولين وقناعات كافة العاملين بمخاطر الفساد وآثاره وضرورة المشاركة في القضاء عليه , إلي جانب توحيد الجهود وتكثيفها للتعريف والتوعية بممارسات الفساد علي مختلف المستويات .
هذا وقد استمع أمين عام الجامعة لشكاوي العاملين ومقترحاتهم حول أبرز المشكلات التي تعاني منها الجامعة , مستجيباً في ذلك لمطلبهم حول المقترح المتقدم بتكوين لجنة محايدة علي مستوي العاملين بالجامعة تبحث في مكافحة الفساد وتضع إستراتيجية فعلية لمواجهة هذه المشكلات , كما أعرب سيادته عن كامل ترحيبه بتلقي كافة التساؤلات والاستفسارات والإجابة عليها عن طريق خط الشكاوي المخصص بالجامعة علي رقم 2347313 .