عقدت الدكتورة باكينام الشرقاوي مساعد رئيس الجمهورية للشئون السياسية لقاءاً مع أعضاء هيئة التدريس بجامعتى أسيوطو الأزهر وبحضور الدكتور مصطفى كمال رئيس الجامعة ، والدكتور يحيى كشك محافظ أسيوط.
حيث أكد الدكتور رئيس الجامعة فى بداية اللقاء على حرص الجامعة على القيام بالدور المنوط بها رغم الأزمات السياسية والاقتصادية التى نمر بها ، إلا إنها ووفقاً إلى U.S. Ranking والذى قام بدراسة تأثير الثورة على 18 جامعة مصرية فإن جامعة أسيوط كانت هى الأعلى بين خمس جامعات فى إحراز تقدم فى الأداء الأكاديمي بمقدار 15- 35% فى المجالات المختلفة ، ولكنها على الجانب الآخر تعانى مثل باقى مؤسسات الدولة من تضاؤل الإمكانيات المادية جراء تلبية المطالب الفئوية التى أعقبت ثورة 25 يناير، وطالب بالنظر فى العمل على إعفاء الجامعات المصرية من خصم نسبة 25% من دخل كل جامعة وهذا إجراء من شأنه حماية الجامعة من التعرض إلى أزمات مالية فى المرحلة القادمة، كما طالب بالعمل على تعديل قواعد قبول الطلاب الوافدين من خلال قرارات رئاسية جديدة بما يتيح فرص أفضل للتسويق الجيد للجامعات فى الدول العربية والأجنبية مما يوفر موارد تمويل جديدة تساعد الجامعة على النهوض بمهامها، على جانب آخر ناشد رئيس الجامعة ضرورة الاهتمام بتوفير الدعم المالى المطلوب للمستشفيات الجامعية بأسيوط فى تقديم خدمة صحية متميزة لأكثر من 30 مليون نسمة من أهالى محافظات الصعيد والبحر الأحمر، وهى شريحة كبيرة تعانى الإهمال والفقر والمرض ، وذلك من خلال العمل على تحديثها وتوفير كافة الإمكانيات للوصول بها لأحدث مستوى لتحسين خدماتها ودعم دورها المجتمعى الهام.
وأكدت الدكتور باكينام الشرقاوى على أهمية دور أساتذة الجامعات فى خلق أجيال مستنيرة ومثقفة تكون نواة النهوض بالوطن وتحقيق النقلة الحضارية المطلوبة، وأشارت إلى أن تفعيل دور الجامعة هو الأساس فى تحقيق أهداف الثورة والتنمية المنشودة ، إلا أن الثورة المضادة بدأت تأخذ منعطفاً خطيراً وتقوم بزرع المعوقات فى طريق التنمية وهو ما يستلزم تكاتف كل الجهود السياسية والأكاديمية لتحقيق الإصلاح المنشود.
وشددت الدكتورة باكينام على أن الشعب المصري بأكمله مؤمن بالثورة كوسيلة لإصلاح مصر فالثورة هى القدرة على التغيير للأفضل ، وفى توصيفها للمشهد السياسي أوضحت الشرقاوى أن مصر تتقدم ولكن ببطء وهو الخيار الأصعب لنا والذى يتضمن المضي فى الطريق الثوري بالتوازي مع الطريق الإصلاحي وهو خيار يعزز من قدرة أصحاب المصالح القديمة فى المقاومة كلما اقتربنا من تحقيق أهدافنا الإصلاحية ، وفيما يخص الأزمة مع مؤسسة القضاة أوضحت أن الثورة تعتمد على إصلاح مؤسسات الدولة من داخل كل مؤسسة وهو الطريق الأصعب والعمل على تغيير الدستور والقوانين تساعد القضاة على إصدار الأحكام وفقاً للإصلاحات التشريعية والعمل على مزج بين دولة الثورة ودولة القانون ، كما أضافت أن هناك رغبة حقيقية لتطبيق قانون الحد الأدنى والأقصى للأجور ولكن فى إطار جدول زمنى للتأكد من عدم حدوث أى أثار اقتصادية سلبية فى المستقبل حيث تم تطبيق المرحلة الأولى منه على الدخل السنوى وجارى الإعداد لتطبيقه على الدخل الشهري.
وقد أشادت بدور الأزهر كأكبر مؤسسة إسلامية فى العالم لما له ودوره العظيم فى نشر النهج الوسطى بين الشعوب من خلال الآلاف من السفراء الموجودين كدعاة فى جميع الدول وخاصة فى إفريقيا والذين يجتهدون فى إظهار الصورة السمحة للإسلام ومحو المفاهيم الخاطئة عن المسلمين.
وفى نهاية اللقاء أعربت الدكتورة باكينام الشرقاوى عن إعجابها بما شهدته فى أسيوط من تحضر مدنى وجامعة عريقة ومقومات تجعلها من أغنى المحافظات فى فرص الاستثمار ومشيرة أن وزارة السياحة بدأت بالفعل فى وضع محافظة أسيوط على الخريطة السياحية واستغلال إمكانياتها فى تنشيط الحركة السياحية وهو إجراء يساعد إلى جانب غيره من الإجراءات التنموية مثل العمل على تحقيق الأمن فى الشارع .
وفى ختام اللقاء قام الدكتور مصطفى كمال رئيس الجامعة بإهداء درع الجامعة إلى الدكتورة باكينام الشرقاوى.