تطبيق مبادئ إدارة الجودة الشاملة وعلاقتها بالكفايات المهنية
لمعلمي التربية الرياضية بمحافظة أسيوط
*د/ أيمن عبده محمد محمد **د/ رانيا مرسى أبو العباس عبد العزيز
المقدمة ومشكلة البحث
يعد التعليم من أهم استثمارات المجتمعات والشعوب المتقدمة التى تسعى دوما إلى النهوض بطاقتها البشرية ، بما يحقق لها استقلاليتها وسيادتها وتطورها ، حيث يعتبر التعليم موردا من أهم موارد المجتمع ،وهو قدرات أفراده وطاقتهم الذهنية لتحقيق اكبر عائد من التنمية الشاملة فى كافة المجالات.
لذا حظيت عمليات إصلاح التعليم باهتمام كبير فى معظم دول العالم ،وحظيت الجودة الشاملة بجانب كبير من هذا الاهتمام إلى الحد الذي جعل المفكرين يطلقون على هذا العصر عصر الجودة باعتبارها إحدى الركائز الأساسية لنموذج الإدارة الجديدة ،الذي تولد لمسايرة المتغيرات الدولية والمحلية ، ومحاولة التكيف معها فأصبح المجتمع العالمي ينظر إلى الجودة الشاملة باعتبارها وجهين لعملة واحدة ، بحيث يمكن القول أن الجودة الشاملة هي التحدي الحقيقي الذى ستواجهه الأمم فى العقود القادمة.
وتعد المرتكزات الأساسية لإدارة الجودة الشاملة ذات أهمية كبيرة فى إطار التطبيق العملي لها فى مختلف المؤسسات الإنسانية العاملة إذ إن هذه المرتكزات من شأنها أن تشير إلى الحقائق الأساسية التى ينبغي اللجوء إليها عند الشروع باستخدام هذا الأسلوب تطبيقا فى مختلف المنظمات.
فإدارة الجودة الشاملة تعتمد على تطبيق أساليب متقدمة لإدارة الجودة وتهدف إلى التحسين والتطوير المستمر وتحقيق أعلى المستويات الممكنة فى الممارسات والعمليات والنواتج الخدمات.
من هنا أصبح التعليم مطالبا بإعداد وتخريج نوعية جديدة من المتعلمين التى لا تحوز المعرفة وأدواتها، وإنما تمتلك القدرة على التعلم مدى الحياة وتطوير مهاراتهم ومعارفهم ، كما أن هذه النوعية من الخريجين لا يتحقق فى ظل نظام تعليمي تلقيني استرجاعي ، الأمر الذي يتطلب إعادة النظر جذريا فى النظام التعليمي بكافة جوانبه ،أهدافه ،مضامينه، وسائله، ونواتجه، لكي يكون قادرا على الاستجابة للتغيير وفق التطورات والمتطلبات الاجتماعية والعالمية المستمرة.
ويعد المعلم أهم عناصر مدخلات العملية التعليمية ، وأكثرها تأثيرا على الطالب، لذا فإن أي إصلاح للعملية التعليمية يتطلب البدء بالعناية بإعداد المعلم وتدريبيه ، والعمل على حل مشاكله ، والإرتقاء بمستواه الإقتصادى , والإجتماعى والعلمي .
وتعد كليات التربية الرياضية إحدى الكليات التى تقدم نموذجا جيدا لانتقاء معلمي التربية الرياضية من خلال إختبارات القبول للطلاب المتقدمين للإلتحاق بها ، والتى تشتمل على الجانب الطبي، والجانب النفسي، والجانب المهارى بالإضافة إلى الجوانب الشخصية.
ومن هذا المنطلق فان الاهتمام بموضوع إدارة الجودة الشاملة ينبثق من اهتمام الدول المتقدمة والنامية على السواء بجودة التعليم والذى يتمثل فى القيام بإجراءات إصلاحية فى النظام التعليمي وخاصة تطوير الإدارة المدرسية نظرا لما لها من دور فعال فى تحسين جودة العملية التعليمية ، ورفع مستوى الكفايات المهنية للمعلمين ، وكذلك مساعدة المديرين على فهم أسلوب تطبيق إدارة الجودة الشاملة مما قد يسهم فى رفع مستوى الكفايات المهنية للمعلمين ، بالإضافة إلى إعطاء مؤشرات حقيقية عن مدى توافر الكفايات المهنية لديهم، وإبراز جوانب القوة والضعف لديهم.
وانطلاقا للدور الفعال لمبادئ إدارة الجودة الشاملة فى رفع مستوى الكفايات المهنية لمعلمي التربية الرياضية ، فان الدراسة الحالية تهتم بدراسة مبادئ إدارة الجودة الشاملة وعلاقتها بالكفايات المهنية لمعلمي التربية الرياضية أملين أن تفيد نتائج هذه الدراسة:
وزارة التربية والتعليم: حيث توضح للمسئولين أهمية الأخذ بتطبيق إدارة الجودة الشاملة فى مدارس التعليم المختلفة لرفع مستوى الكفايات المهنية لدى معلمي التربية الرياضية.
وزارة التعليم العالي: قد تساهم فى تفهم وتطبيق مبادئ إدارة الجودة الشاملة فى الجودة التعليمية في رفع كفايات معلمي التربية الرياضية.
مديري المدارس : قد تسهم نتائج الدراسة الحالية فى إعطاء مديري المدارس مؤشرات عن مدى تطبيقهم لمبادئ إدارة الجودة الشاملة ، ومساعدتهم على تفهم أسلوب تطبيق إدارة الجودة الشاملة مما قد يسهم فى رفع الكفايات المهنية لمعلمي التربية الرياضية.
معلمي التربية الرياضية: قد تسهم الدراسة الحالية فى إعطاء معلمي التربية الرياضية مؤشرات حقيقية عن مدى توافر الكفايات المهنية لديهم وإبراز جوانب القوة والضعف.
وقد تحددت مشكلة الدراسة في التعرف على مبادئ إدارة الجودة الشاملة المطبقة في المدرسة كما يدركها مديري المدارس ومعلم التربية الرياضية ومدى توافر الكفايات المهنية معلمى التربية الرياضية من وجهة نظر المديرين والمعلمين.
هدف الدراسة: تهدف الدراسة إلى التعرف على مدى تطبيق إدارة الجودة الشاملة وعلاقتها بالكفايات المهنية لمعلمي التربية الرياضية بمحافظة أسيوط من خلال:
-مدى تطبيق المديرين لمبادئ إدارة الجودة الشاملة فى الإدارة المدرسية من وجهة نظر كل من المعلمين والمديرين.
- مدى توافر الكفايات المهنية لمعلمي التربية الرياضية من وجهة نظر كل من المعلمين والمديرين.
-العلاقة بين تطبيق المديرين لمبادئ إدارة الجودة الشاملة وتوافر الكفايات المهنية لمعلمي التربية الرياضية.
- الفروق بين أراء المعلمين والمديرين حول مدى تطبيق المديرين لإدارة الجودة الشاملة.
- الفروق بين أراء المديرين والمعلمين حول توافر الكفايات المهنية لمعلمي التربية الرياضية.
إجراءات الدراسة: استخدم الباحثان المنهج الوصفي (الدراسة المسحية).
عينة الدراسة: قام الباحثان باختيار عينة الدراسة بالطريقة العشوائية العمدية من مديري مدارس إدارة أسيوط التعليمية ومعلمي التربية الرياضية بذات المدارس و الإدارة وتكونت عينة الدراسة من ( 90)فردا موزعة على النحو التالي:
عينة المديرين : حيث بلغ عددها (30) مديرا من مديري المدارس الإعدادية بمحافظة أسيوط
عينة المعلمين:وقد بلغت(60)معلما من معلمي التربية الرياضية بالمدارس الإعدادية بمحافظة أسيوط.
أدوات جمع البيانات:
استمارة الاستبيان :بعد إجراء صدق وثبات الاستمارة توصل الباحثان إلى الشكل النهائىء لاستمارة الاستبيان والجدول يوضح محاور الاستبيان وعدد عبارات كل محور من المحاور للبعدين الأساسين الأول :مبادئ إدارة الجودة الشاملة، والثاني الكفايات المهنية للمعلمين والوزن النسبي لكل محور.
جدول
عدد عبارات كل محور من محاور الاستبيان فى صورته النهائية والوزن النسبي لكل محور بالنسبة للبعد وبالنسبة للاستبيان ككل
مبادئ إدارة الجودة الشاملة الكفايات المهنية
المحور عدد العبارات النسبة
من البعد النسبة من الاستبيان المحور عدد العبارات النسبة
من البعد النسبة من الاستبيان
التركيز على المعلمين 18 20.93% 9.52% الكفايات الشخصية 20 19.42% 10.58%
التركيز على العمليات 15 17.44% 7.94% علاقة المعلم بزملائه 17 16.5% 8.99%
الإدارة بالحقائق 15 17.44% 7.94% العلاقة مع الطلاب 18 17.48% 9.52%
المشاركة 18 20.93% 9.52% كفايات التدريس 28 27.18% 14.81%
بناء روح الرفيق 10 11.63% 5.29% كفايات التقويم 10 9.71% 5.29%
تنمية المصارحة 10 11.63% 5.295 كفايات التحسين والتطوير 10 9.71% 5.29%
المجموع 86 100% 45.503% المجموع 103 100% 54.497%
الأساليب الإحصائية المستخدمة فى الدراسة:
المتوسطات الحسابية - الانحراف المعياري -النسبة المئوية- الدرجة المقدرة- دلالة الفروق بين المتوسطات t.test) ) - معامل الارتباط- معامل ألفا كرونباخ
أهم النتائج:
شكل (1) الفروق الإحصائية بين آراء المعلمين والمديرين فى مدى تطبيق المديرين لإدارة الجودة الشاملة شكل (2) الفروق بين آراء المعلمين والمديرين في مدى توافر الكفايات المهنية للمعلمين
الاستنتاجات:
بالنسبة للبعد الأول: مدى تطبيق المديرين لمبادئ إدارة الجودة الشاملة كانت كالتالي:
- أن المديرين يطبقون مبادئ إدارة الجودة الشاملة بدرجة كبيرة من وجهة نظر المديرين.
- المديرين يطبقون مبادئ إدارة الجودة الشاملة بدرجة متوسطة من نظر المعلمين.
- المديرين يطبقون مبادئ إدارة الجودة الشاملة (التركيز على المعلمين) بدرجة كبيرة من وجهة نظر المديرين.
-المديرين يطبقون مبادئ إدارة الجودة الشاملة (التركيز على التركيز على العمليات) بدرجة كبيرة من وجهة نظر المديرين.
-المديرين يطبقون مبادئ إدارة الجودة الشاملة (التركيز على المعلمين) بدرجة متوسطة من وجهة نظر المديرين.
-المديرين يطبقون مبادئ إدارة الجودة الشاملة (الإدارة بالحقائق) بدرجة كبيرة من وجهة نظر المديرين.
-المديرين يطبقون مبادئ إدارة الجودة الشاملة (بناء روح الفريق) بدرجة كبيرة من وجهة نظر المديرين.
-المديرين يطبقون مبادئ إدارة الجودة الشاملة (تنمية المصارحة) بدرجة كبيرة من وجهة نظر المديرين.
بالنسبة للبعد الثاني: مدى توافر الكفايات المهنية للمعلمين كانت كالتالي:
- تتوافر الكفايات المهنية للمعملين بدرجة ضعيفة من وجهة نظر المديرين.
- تتوافر الكفايات المهنية للمعلمين بدرجة متوسطة من وجهة نظر المعلمين.
-تتوافر الكفايات المهنية للمعلمين من وجهة نظر المعلمين كالتالي:
o تتوافر الكفايات الشخصية للمعلمين بدرجة متوسطة
o تتوافر كفاية الاتصال والعلاقات الإنسانية لدى المعلمين بدرجة متوسطة
o توافر كفاية العلاقة مع الطلاب بدرجة متوسطة
o تتوافر كفاية التدريس بدرجة متوسطة
o تتوافر كفاية التقويم بدرجة متوسطة
o تتوافر كفاية التحسين والتطوير المستمر بدرجة كبيرة لدى المعلمين.
- توجد علاقة تبادلية بين مدى تطبيق المديرين لمبادئ إدارة الجودة الشاملة والكفايات المهنية للمعلمين.
- توجد فروق دالة إحصائيا بين آراء المديرين والمعملين حول مدى تطبيق المديرين لمبادئ إدارة الجودة الشاملة لصالح متوسطات الدرجة المقدرة لأراء المديرين.
- توجد فروق دالة إحصائيا بين آراء المدرين والمعلمين فى مدى توافر الكفايات المهنية للمعلمين لصالح متوسطات الدرجة المقدرة لأراء المعلمين فى( الكفايات الشخصية- كفايات الاتصال والعلاقات الإنسانية- العلاقة مع الطلاب- كفاية التقويم).
- لا توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطات آراء المديرين والمعلمين فى مدى توافر الكفايات المهنية للمعلمين فى ( كفاية التدريس- كفاية التحسين والتطوير).
التوصيات
• أن يقوم المديرين بالتعرف على احتياجات المعلمين من العملية التعليمية وتلبيتها لتحقيق رضا المعلمين ، الأمر الذي قد يؤدى إلى رفع الكفايات المهنية للمعلمين.
• اهتمام المديرين بأساليب تنفيذ المعلمين لأعمالهم من خلال تحديد جميع العمليات التى يمارسها المعلمون كيفية تنفيذها.
• توفير الأدوات والأجهزة اللازمة لتنفيذ المعلمين للأنشطة الصفية.
• استخدام المديرين لأساليب وطرق تحول دون وقوع المعلمون فى الأخطاء أثناء تأدية أعمالهم عن طريق حثهم على العمل بطريقة صحيحة.
• وضع معايير رقابية دقيقة على أعمال المعلمين.
• التعرف على المشكلات التى قد تقع أثناء أداء المعلمون لأعمالهم لتفاديها.
• على المديرين توفير قاعدة بيانات تتعلق بالجوانب الإدارية بالمدرسة.
• إتاحة الفرصة للمعلمين فى المشاركة فى اتخاذ القرارات التى قد تؤثر على أعمالهم.
• الآخذ بمفاهيم العمل بروح الفريق بين المعلمين، والعمل فى فرق عمل لإنجاز المهام المدرسية
• حث المعلمون على استخدام أساليب مبتكرة فى تأدية أعمالهم.
• أن يكون المدير قدوة للمعلمين سلوكيا وعمليا وإداريا.
• أن يتعامل المدريين من المعلمون بصراحة.
• غرس الثقة فى نفوس المعلمين من خلال إعطائهم اكبر قدر من الصالحيات، ومساعدتهم على تحمل المسؤولية، القدرة على البذل والعطاء.
• تعميم ثقافة الجودة والتطوير المهني بين المعلمين.
• تحديث وتطوير برامج المواد العلمية والتربوية الخاصــــــــة بإعداد المعلمين .
• ضرورة تدريب المعلمين على طرائق تدريس جديدة ومساعدتهم للتخلص من الطرق القديمة ومتابعتهم وتشجيعهم والأخذ بأيديهم لاستخدام هذه الطرق.
• تكثيف الدورات التدريبية للمعلمين أثناء الخدمة وتشجيع المعلمين للالتحاق بها .
• التركيز على نواتج العملية التعليمية واتخاذ السياسات اللازمة لتوجيه برامج ومناهج التعليم بما يحقق تنمية الكفايات الحياتية الأساسية والمهارات الوظيفية والمهنية التي تؤدي إلى إعداد المواطن الصالح المنتج القادر على المشاركة الفعلية في شتى مجالات التنمية الشاملة، والمتمكن من المعارف والمهارات والكفايات الوظيفية التي يحتاجها سوق العمل.
• توطيد العلاقة بين المؤسسة التعليمية والمجتمع، وتحقق المصالح المتبادلة بين المؤسسة التعليمية وسائر مؤسسات المجتمع الحكومية والأهلية على حد سواء، بما يسهم في تفعيل دور المؤسسة التعليمية للقيام بوظائفها وأهدافها وفقاً لاحتياجات المجتمع ومتطلباته من جهة، ويوفر للمؤسسة التعليمية الدعم المادي والمعنوي الذي يضمن سير العملية التعليمية بكفاءة وفعالية من جهة أخرى.
• تقديم محاضرات وندوات وورش عمل تدريبية للمعلمين القدامى.
• وضع آلية ثابتة لتقويم أداء المعلم من قبل المتخصصين في القياس والتقويم التربوي 0
• تشجيع المعلم على اكتساب مهارات تكوين العلاقات الإيجابية داخل بيئة المدرسة وخارجها .
• تشجيع مديري المدارس على الالتحاق بجميع البرامج والندوات التدريبية، بغض النظر عن سنوات الخبرة لديهم، من أجل تجديد وتطوير خبراتهم في مجال الإدارة المدرسية.
• إعادة النظر في برنامج تطوير الإدارة المدرسية بحيث يتضمن جوانب جديدة، مثل : استخدام التقنيات الحديثة، واتخاذ القرارات.
• تشجيع مدراء المدارس، وبخاصة الجدد منهم وذوو المؤهلات المتوسطة، على الالتحاق بالبرامج التدريبية والهادفة إلى تطوير الإدارة المدرسية.