Skip to main content

الأبعاد الفنية والتربوية لإقامة متحف تعليمي للحرف الشعبية بمحافظة أسيوط

Research Authors
ا.م.د. وجدي رفعت فريد نخلة
Research Abstract

مقدمة:

    تتميز البيئة المصرية بتعدد الصناعات الحرفية التي أبدع فيها المصري من خلال ما توفر له من مواد خام بحسب طبيعته وتوفرها  في البيئة المحلية ، وتعتبر محافظة اسيوط من أكثر البلدان التي تعددت بها الحرف الشعبية انعكاساً لكل العصور والحضارات التي أنشئت علي أرضها منذ حضارتي البداري ودير تاسا ومروراً بالعصور المتعاقبة ،حيث انتشرت الحرف الشعبية التي أمدت أسواق مصر بالعديد من المشغولات الشعبية التي قاربت علي الاندثار ، والتربية الفنية لها دور هام في تكوين  وبناء الشخصية المصرية من حيث ربطه بالقيم المتعارف عليها والمتمثلة في ارتباطه بماضي أجداده والمتمثل في تراثه ،  فالصناعة التقليدية احدى الدعائم الاساسية التي كانت ترتكز عليها البيئة الاقتصادية لالاف الاسر في محافظة أسيوط رغم انحسار معظم الحرفيين وتناقصهم في الوقت الراهن، ومن ابرز هذه الحرف فيها هي حرفة العظم والقرن بديلا لخامة العاج وحرفة التلي وحرفة الكليم الأسيوطي .

    الصناعات الحرفية لها اهميتها التاريخية والثقافية في المجتمع بالأضافة إلي اهميتها الاقتصادية ، وهي تعد أغلبها من الصناعات الصغيرة فهي بالتالي تساعد على الحد من البطالة وعمادها الاستفادة من الشباب وكذلك كبار السن والمعوقين وهذا يعطي رافداً مادياً فضلاً عن رفع المعنويات ولايتطلب أماكن بتجهيزات عالية ولكن يمكن أن تؤدي الاعمال في أغلب الاحيان في المنازل ، اما من الأهمية التاريخية فهي وتعد افضل وسيلة للتعبير عن الهوية المصرية ومن اهم وسائل الحفاظ على التراث ، فالصناعة الحديثة وانفتاح مصر علي التجارة العالمية ادت إلي تقلص الصناعات الحرفية التقليدية ونظر إليها بانها إما تراثاً قديماً تقليداً لا يمس او ادماج القليل منه في الصناعات الحديثة واهمال الباقي حتى كاد أن يندثر غالبيته .

    والتربية الفنية بنظرياتها الحديثة لها دور أساسي في إشاعة الجو الجمالي في البيئة التعليمية والبيئة الخارجية ، وانطلاقاّ من مبدأ التأكيد علي أهداف التربية الفنية والتي من أهمها تنمية المهارات الفنية في مجال المشاركة المجتمعية في إطار نظام الجودة والاعتماد ،ولذلك يجب عليها التأكيد علي إنشاء متحف تعليمي تراثي يعرض ما خلفه الأجداد من فنون وحرف ومنتجات في طريقها الي الزوال وكيفية المحافظة عليها .

    تعتبر المتاحف من المؤسسات التعليمية الهامة لخدمة المجتمع المحلي ومساندة المؤسسات التعليمية. وتختلف المتاحف بأنواعها فمنها الاثري والعلمي والفني وللتاريخ الطبيعي وللأطفال ومع إختلاف انواع المتاحف الا أنها تشترك بأهدافها وهي : جمع القطع المتحفية و صيانتها والحفاظ عليها وإفساح المجال للباحثين والدارسين للأستفادة منها وتثقيف الزوار من جميع اعمارهم و ثقافتهم.

    "لاقت المتاحف التعليمية أكبر عناية في الاتحاد السوفيتي ويكفي أن نذكر أن عدد المتاحف حتى عام 1917 في جميع أنحاء روسيا كان 114 ولم يأت علم1934 حتى ارتفع إلى 738 وأصبحت المتاحف التعليمية تثير الاهتمام بين جميع الطبقات على اختلاف مداركها ونجحوا أيضاً في الوقت ذاته في إظهار مزايا القطع الفنية لديهم، أما في الولايات المتحدة الأمريكية فنجد أنهم عملوا على أن يكون هدف كل متحف هو أن يصبح منظمة تعليمية وقام البعض منهم بإنشاء قاعات خاصة للتلاميذ, وفي معظم المتاحف الأمريكية الكبيرة قسم تعليمي مهمته تنظيم المحاضرات والقيام بجولات منظمة لإرشاد الزائرين مجاناً " (1) وبدأ ينتشر بالدول العربية متاحف تعليمية ومن أبرزها متحف المستقبل للصحة والتعليم بدبي ، ويوجد بمصر متاحف تعليمية من ابرزها متحف كلية الأثار بجامعة القاهرة ومتحف جامعة الزقازيق ، ومتحف التعليم التابع لوزارة التربية والتعليم ومتحف تاريخ العلوم بمركز القبة السماوية بالأسكندرية ومتحف الفونا المصرية بقسم علم الحيوان بكلية العلوم جامعة أسيوط ، وبدأت المتاحف الأثرية مثل المتحف المصري أنشاء مركز تعليمي ومتحف الطفل التعليمي ملحق به ، أما المتاحف التعليمية في الحرف التراثية من أبرزها متحف الحرانية الذي أقامه الفنان ويصا واصف وزوجته بمحافظة الجيزة الذي قام بتدريب اهل القرية علي حرفة السجاد فحافظوا عليه ويعتبر مصدراً للدخل القومي .

من الأسباب التي دعت الباحث لإقامة متحف تعليمي هي :

  1. المحافظة علي تراث أسيوط من الحرف التراثية اليدوية من الأندثار.
  2. التعريف بالإرث الحضاري للحرف التراثية التي تشتهر بها أسيوط.
  3. فتح آفاق جديدة لتدريب وتعليم أجيال جديدة من الحرفيين لزيادة الدخل القومي.
  4. مساعدة الباحثين لتطوير الأبحاث في مجال الحرف اليدوية التراثية والأشغال الفنية.
  5. الحفاظ علي المفردات والرموز الموجودة بالحرف وتوثيقها بأسلوب علمي.
  6. مواجهة تيار العولمة وتعميق الهوية العربية وتنمية روح الانتماء لدي الشباب. 
Research Date
Research Department
Research Journal
المؤتمر العلمي الدولي السادس لكلية التربية الفنية . جامعة حلوان في الفترة من 10:12 أبريل 2016م المحور الرابع دور المتاحف ومراكز الفنون في تنمية المجتمع
Research Member
Research Publisher
جامعة حلوان في الفترة من 10:12 أبريل 2016م
Research Rank
2
Research Vol
المحور الرابع
Research Year
أبريل 2016م
Research Pages
19