Skip to main content

أثر توليف الخامات جمالياً علي مكملات الزينة

Research Authors
أ. م. د/ وجدي رفعت فريدالوظيفة: أستاذ الأشغال الفنية المساعد. قسم التربية الفنية. كلية التربية النوعية . جامعة أسيوط ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة
Research Abstract

خلفية ومشكلة البحث:

        تعتبر الخامات والمواد يعتبرا عاملان مؤثران للفنان الذي يصمم المشغولة الفنية، فمن خلالهم يتمكن الفنان من التعبير عن أفكاره، ولكل خامة ومادة طبيعية كانت أو صناعية خواصها الجمالية، فيجمعها في تآلف وانسجام بتنظيمات جمالية مترابطة.

       فالخامة كمفهوم لغوى يعنى"المادة الأولية أي الخامة التي لم يجر عليها التشكيل والتشغيل بمعنى أنها المادة قبل أن تعالج (الخام ما لم يعالج ) ".

      والمقصود بالخامة من خلال تعريف المادة "هي ما يتماثل فى كل من الخامة و المنتج بعد انتهائه ، وإذا وصفت المادة الخام بأنها خامة ، فإن هذا لا يتضمن أنها بلا شكل ، إنما يعنى أنها لم تشكل بعد فى الصورة التي نحصل عليها بعد تحويلها إلى شئ تم إنتاجه ".

      كما تقول (أميرة مطر) فى مجال تعريف الخامة بالنسبة للتشكيل الفني : "لكل عمل فني وجود فيزيائي ، أي أن الفنان يجسد عمله من مادة معينة أو واسطة معينة ينقل بها العمل للآخرين ، وهى الواسطة المادية المتنوعة ، التى قد تكون حجراً أو معدناً أو خشباً ، وبها تتكون مفردات اللغة التى يتعامل بها الفنان مع جمهوره ، وبقدر نجاح الفنان فى اختيار الخامة التى تتآلف وتتوافق مع أسلوب أدائه والتعبير عن الموضوع المراد تشكيله فى إيجاد علاقات بنائية وقيم تعبيرية بقدر ما يكون نجاح العمل الفني ككل محققا هدف الفنان ".

      وتعرف الخامة بأنها " المادة قبل أن يشكلها الفنان وتتحول فى عمله إلى مادة جمالية تحمل قيماً تشكيلية وتعبيرية، وتتضمن كل ما هو مادي، وله صفة البقاء من المواد الطبيعية، وما هو مخلق، وما هو مصنع وكل ما تحمله البيئة من مواد قابلة للتشكيل وتحقق فكرة الفنان ".     

          لذا فأن الخامة هي المادة الأولية التى يستخدمها الفنان لينتج منها عمل فني ذو قيمة فنية تشكيلية وجمالية، والتي يمكن من خلالها أن يستوحي كثير من الأفكار الجمالية التي تساعده فى ترجمة عمله الفني.

     ولكل خامة خواص تتمتع بها عن غيرها من الخامات وأنها تسهم بصورة كبيرة فى بناء العمل الفني لذا " فلكل فن واسطته وأدواته الخاصة وهذه الواسطة مجعولة لتلائم نوعا من التواصل والنقل ، وكل واسطة تنبئنا بشئ لا سبيل للإفصاح عنه بلسان أخر إفصاحاً جيداً مكتملاً ". 

       ويقول (هنري مور) مظهراً أهمية الخامة والصفات الخاصة بها "أن لكل مادة صفاتها وخصائصها التى تنفرد بها دون غيرها من المواد، ولا تقوم المادة بدورها فى تشكيل فكرة النحات إلا حينما يباشر النحات عمله بتلقائية ومباشرة ، ومن ناحية أخرى، حينما ينشئ بينه وبين الحس والموضوع من ناحية وبين الخامة من ناحية أخرى باعتبارها جهداً ابتكارياً ".

      وعلى هذا فان الخامة لا تكتسب صفاتها الفنية، ولا تؤدى إلى إيجاد علاقات تشكيلية إلا بعد أن تتناولها يد الفنان لتخلق منها شيئا محسوساً قادراً على الإفصاح بلغة تعبيرية. وبذلك يستطيع الفنان بأسلوبه الخاص وتقنياته أن يضفى عليها خصائصها وسيطرته الكاملة على زمامها.

      لقد جاءت الطبيعة على الفنان بخامات لا حصر لها، غير أن حرية الفنان فى اختيار الخامات المناسبة لعمله ليست بالحرية المطلقة أو بالعمل العشوائي ، ولكن خبرة الفنان ورؤيته الفنية ووعى الفنان الكامل بإمكانيات وخصائص كل خامة هو الفيصل فى ذلك." وأن اختيار الخامة التي يعبر بوساطتها الفنان لا يترك للمصادفة، فكل خامة لها إمكانياتها وحدودها، وهي جزء من نشاط الفنان الإبتكاري حيث يتقرر إذا كانت هذه الخامة تصلح للتعبير عما يجول في خاطره أم لا. وعما إذا كانت لديه المهارة في معالجة هذه الخامة. وفهم الفنان لإمكانيات الخامة يعتبر كشفاً لسرها الذي توصلت إليه الإنسانية بعد خبرة طويلة. والنجاح في رؤية الخامة كعامل مساعد في جملة العمل الفني يعتبر خطوة لازمة لفهمه وتذوقه ".      

       فالخامات التى تستخدم لغرض معين قد يتعذر الاستعاضة عنها بخامة أخرى ما لم يكن ذلك لتعبير آخر أو لإثارة أحاسيس جديدة حيث تختلف الأحاسيس التى تثيرها خامة معينة فيما إذا اختلف أسلوب معالجتها ، فالخشب حين يطلى بالبلاستيك الشفاف يختلف تعبيره عما إذا تم طلاؤه بالزيت ..وخلاصة القول أنه ما لم يكن الفنان قادراً على السيطرة على الخامة التى يستخدمها والتعبير بها بمقدرة تكنيكية ، فان شأنه فى ذلك شأن من يكتب شعراً بلغة لا يتقنها ".

        فيجب على الفنان معرفة المادة التى سيتعامل معها وأن يستكشف حدودها بإمكانياتها والوصول بها إلي أفضل شكل ممكن، وذلك عن طريق إبراز الخصائص المميزة لها وبهذا تصبح العلاقة متبادلة بين الفنان والخامة أي عملية تأثير وتأثر .

      "ولكل فن يستأثر بمادة خاصة كاللفظ والصوت ... والحجارة والمعادن، ولكن هذه المادة الخام لا تشكل من تلقاء نفسها محسوساً جمالياً. إن الفنان هو الذي ٍيتدخل ليحيل المادة الخام إلى مادة جمالية ".

       ويعنى ذلك أن الفنان يطوع الخامة لتوضيح فكرته عن طريق تشكيلها تشكيلاً جمالياً ومن مهارة الفنان أن يقوم بالكشف عن القيم الفنية والجمالية للخامة والاستفادة منها فى إبرازها أثناء التشكيل .

     أن الفنان عندما يهم بإبداع عمله الفني التشكيلي- سواء كان عملا جمالياً بحتاً أم عملا وظيفياً استخدامياً - فانه يكون بصدد التعامل مع تلك الخامات والمواد التى سيصوغ فيها هذا العمل ، بما تحمله هذه الخامات من خصائص تتعلق بصفاتها الطبيعية وتركيبها ، وموصفاتها ، وطبيعتها ، وخصائصها المظهرية والسطحية .

      وعلى الفنان أن يكون واعياً بشكل كامل بتلك الخصائص مستوعباً أبعادها ومتفهماً لمداها ، وأن يضع فى اعتباره دائما أثناء عمله تلك الخصائص حتى يمكنه ذلك من السيطرة على خاماته و استغلال إمكاناتها تشكيلياً وجمالياً أحسن استغلال .

Research Date
Research Department
Research Journal
بجمعية بيت درنة الثقافي . درنة . ليبيا. ابريل 2009 م .
Research Member
Research Publisher
قاعة المعارض . جمعية بيت درنة الثقافي . درنة. ليبيا
Research Rank
3
Research Vol
NULL
Research Website
NULL
Research Year
2009
Research Pages
31