Skip to main content

دور الأشغـال الفـنية لتأهـيل سيدات مصـابي الحروق للمساعدة في التكيف مع المجتمع

Research Authors
أ.د./وجدي رفعت فريد نخلة, عميد كلية التربية النوعية
Research Abstract

تعتبر التربية الفنية فى الوقت الحاضر فرعاً من فروع العلوم السلوكية ، نظراً لاهتمامها بالعديد من الخبرات البشرية فهي ليست قاصرة على الجوانب الجمالية للأفراد فحسب ، بل مسئولة عن تغيير السلوك في مختلف الجوانب جمالياً واجتماعياً وأخلاقياً واقتصادياً ونفسياً . ومن أهداف التربية الفنية الدور الإيجابي في تنمية سلوكيات أفراد المجتمع وحل مشكلاته.

وللفن دوره الهام في بناء الفرد والمجتمع ، وهذا الدور يرتبط بالثقافة والفكر والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية والاتصال بين الأفراد بعضهم البعض ، وبالأخص الأفراد الذين يعانون مشاكل أعاقة ما ، حتى يتساوى مع غيره من أفراد المجتمع ، فيعود ذلك على المجتمع بزيادة القوى الفعالة فيه .

وتعد ظاهرة مصابي الحروق من الظواهر الموجودة بالمجتمع والتى تعانى من قصور شديد لنظرة المجتمع لها وللأفراد المصابين بالتشوهات ، وبالأخص ذوي التشوهات الكبيرة نتيجة للحروق (من الدراجات العليا) ، فضلا عن تغيير نظرة المجتمع السلبية لهذه الفئة من الأفراد ،  بالشفقة من جانب والخوف من التعامل معهم من جانب آخر ، مما يجعل الأفراد المصابين بالتشوهات يفقدوا  أي من مهارات التواصل لديهم. ومن ثم التدخل العلاجي والتأهيلي والإرشادي له دوره الفعال في التغلب على هذه الاضطرابات وتحويل الفرد المصاب من إنسان عبء على المجتمع إلى إنسان فعال ، وذلك من خلال وضع أهداف رئيسة ومستقبلية طبقا لحاجته ووضعه الشكلي والنفسي ، من اجل توفير مستوى مناسب للتواصل .

توجد علاقة وثيقة بين الجسم والنفس، تتمثل فى التغيرات النفسية الناتجة عن الإصابة الجسمية (إصابات الحروق) ، حيث يواجه المصاب بالحرق عدة مشكلات : تبدأ بالمشكلة التي دفعته إلى القدوم على الانتحار بالنار أو مشكلة الإصابة الطارئة ومروراً بالألم الجسمي الناتج عن الإصابة، وما يحدثه له من خبرات مؤلمة ، بالإضافة إلى الآلام اللاحقة من خلال الإجراءات العلاجية. وبعد الشفاء تظهر مشكلة أخرى وهى مشكلة التشوه، التي تحدث تغيرات في المظهر الشخصي للمصاب، بالإضافة إلى ما تحدثه من تغيرات نفسية مختلفة تنتج عنها مظاهر متعددة منها :

مظاهر جسدية: اضطراب فى الشهية نتيجة للألم الناتج من عمليات التجميل المستمرة والألم الناجم عن التصاق أجزاء من الجلد بعضه البعض  .

مظاهر انفعالية: فقدان الاهتمام والسرور ، والحدة في التعامل وعدم الرضا عن الذات والشعور بالعزلة النفسية .

مظاهر اجتماعية: صعوبة إقامة العلاقات والمحافظة عليها وعدم الاندماج مع المجتمع والظهور فى الأماكن العامة .

مظاهر سلوكية: اللامبالاة وانعدام الأمل والطموح والشعور بالدونية وفقدان القدرة على المبادرة والإقدام على ما هو جديد .

ويعتبر استخدام الأشغال الفنية كنشاط يدوي بالأخص -أشغال الخيامية- من الأشغال ذات التقنيات الأكثر ملائمة لهم ، ولها آثار مفيدة على الناحية النفسية والجسمانية فلا تتطلب معاناة في التعامل مع هذه المشغولات .

وتساعد الأشغال الفنية الأفراد من مصابي الحروق على تحقيق التوافق الشخصي والتكيف مع البيئة والمجتمع ومساعدتهم على التخلص من مشاعر النقص والدونية ومن مشاعر العزلة النفسية والإحباط .

لذا قام الباحث بتصميم برنامج مقترح لعمل أشغال خياميه بتصميمات مبسطة مسبقة الإعداد وذلك لإتاحة الفرصة لمصابي الحروق للإنتاج والمشاركة فى المجتمع ويسعى لتحقيق أهدافه .  

Research Date
Research Department
Research Journal
المؤتمر العلمي الدولي لكلية الفنون الجميلة تحت عنوان: "الفنون التشكيلية والقضايا الإنسانية"بمقر كلية الفنون الجميلة.جامعة المنيا
Research Member
Research Publisher
بمقر كلية الفنون الجميلة.جامعة المنيا
Research Rank
2
Research Year
2008
Research Pages
30