Skip to main content

إبن مين في مصر !!!    بقلم محمد جمعة مدير إدارة الفنون بالادارة العامة لرعاية الشباب جامعة أسيوط

إبن مين في مصر !!!    بقلم محمد جمعة مدير إدارة الفنون بالادارة العامة لرعاية الشباب جامعة أسيوط

من فصول العجب أن يبتلى بلدنا الطيب بشخصيات أشبه بالفولاذ تمتلك خاصية الإصرار على البقاء في مختلف العصور تضج بسحنتها العكرة كل صنوف الميديا ويفور غضبا لمنطوقها وحديثها السلوك المجتمعى معلنا الخطورة والعطب ويعانى من تأثيرها كيانات ودعامات مجتمعية هامة وللأسف مازالت هذه الشخصيات تهذى وتطيح بأساليبها المنفرة وأحاديثها الطائفية وسلاطة لسانها القذر ضاربة بكل القيم والسلوكيات عرض الحائط فصارت كالسوس ينخر في عضد الوطن ويمحو كل ما تبقى في نفوس النشء والشباب من بوادر للقيم والسلم المجتمعى الآمن .

شخصية منفلتة ليس لها ضابط أو رابط ينضح معينها بكل الموبقات ويقذف لسانها بأبشع القاذورات تشعرك أنها تمتلك كل مقاليد العفة والأدب لا تعير اهتماما أو بالاً لأى قاموس أو عرف أو سلوك متناقضة دوماً تلعب فوق القانون وتحته وتبرع في استخدام المستندات والسيديهات المسجلة خلسة كبراهين دامغة على ما تدعى ، تفرض عليك كمستمع لها بأنها الأذكى والأرقى والأكثر انتماءً ووطنية وتتباهى بأنها من تمتلك الحقيقة والأصل والإنصاف ، لا أحد غيرها له النظرة الموضوعية أو التقدير الشامل والناس من حولها كحشرات رزيلة عديمة الفطنة والكياسة والأدب فهذه صفات من نصيب الشخصية نفسها فقط هي التي تملكها والحارس الأمين عليها وهى من تتولى الدفاع عنها بأقذر وأحط الألفاظ .

شخصية تملأ القنوات والمواقع بصخبها وتداعياتها ومواقفها البذيئة وتشهد لها ذاكرة الميديا بكل الوقاحات والبذاءات والانحطاط ضد المختلفين معها من صوبت اليهم سهام الوضاعة والانحلال الخلقى والسلوكى وتشهد أيضا بأداء دورها الوطنى الباهت والمفتعل والمدافع عن الدين و العقيدة كورع ناسك تفوح رائحة الخمر من فمه .

من المؤسف أن تفاجأ أن هناك كثيرين من نحمل لهم قدرا من التقدير والاحترام يعتبرون هذه الشخصية بطلا أو ملهما لم تحظى به ولادة وسط المواليد وينعتونها بلقب غال لا يليق أن يحمله من كان على شاكلتها من أرباب الرعونة والسفالة وسلاطة اللسان .

وكثيراً ما ينتابنى سؤال يذبح عقلى لعدم حصولى على إجابة شافية ـ كيف تتاح مساحة خالية لمثل هؤلاء بكل ما يحملونه من أذى وخطورة ؟؟!! .

كيف يستمرون في مكانتهم ودرجاتهم ؟ ومن هم ورائهم ومن يحميهم ويدعم مواقفهم ومساعيهم المدمرة ؟؟!! . كيف في ظل الجمهورية الجديدة أن تترك هذه النماذج تتصدر المشهد وتعكر الصفو المجتمعى مهما كانت تتمتع بجماهيرية ورواج إعلامي تعمل ماكينته العمياء على صنعه وإنتاجه ؟؟!!.

إن هذه الشخصيات ومن هم على شاكلتهم عار وسبة على جبين الوطن يسيئون إليه ويتدنون بسلوكياته الى الدرك الأسفل بين المجتمعات.

إن الإيقاف والحصار بمثابة قتل لمثل هذه الآفات المجتمعية الضارة والمزعجة وخلاص لمعاناة قد تطول لتأثيرها المدمر ، وفى ظل ما ننشده من تغييرات ونهوض واستدامة فإن التغافل والتجاهل لمثل هذه الشخصيات يكون عائقاً وسداً منيعاً للوصول الى الأهداف المنشودة.

مقال