Skip to main content

رسالة الرئيس للشباب ... مقال بقلم: أ. د/ شحاتة غريب شلقامي نائب رئيس جامعة أسيوط ... فى الأهرام المسائي

رسالة الرئيس للشباب ... مقال بقلم: أ. د/ شحاتة غريب نائب رئيس جامعة أسيوط ... فى الأهرام المسائي 

رسالة الرئيس للشباب

افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي في  محافظة كفر الشيخ عددا من المشروعات المهمة، كما ، التقى عددا من شباب الجامعات المصرية، وفتح معهم حواراً مهماً حول بعض القضايا، والمستجدات، واستمع إلى رؤيتهم، وما إذا كان لديهم استفسارات عن بعض المسائل، وقد تقدم جانب من هؤلاء الشباب ببعض الأسئلة والاستفسارات، وكانت في مجملها تدور حول المستقبل، ودور الشباب في المرحلة الراهنة، وكيفية تخطي الصعاب، ومواجهة التحديات، من خلال بناء وعي حقيقي، يمكنهم من تحقيق آمالهم وطموحاتهم.

ولعل سؤال الطالب حسين وائل بالفرقة الأولى بكلية الحقوق جامعة كفر الشيخ للرئيس حول المستقبل، وقلق الشباب منه، كان سؤالاً مهماً للغاية، ولكن الأهم من ذلك هو إجابة  الرئيس على هذا السؤال، حيث وضح الرئيس رؤيته لمستقبل الشباب، وكيفية الاستعداد للقادم،كي يستطيعون مواجهة التطور غير المحدود في مجال الرقمنة!

و كانت رسالة  الرئيس لشباب مصر في غاية الأهمية، حيث طمأنهم على المستقبل، وأن المجتهد الذى يعمل بإخلاص، ويبتغي مرضاة الله سبحانه وتعالى، لا ينبغي إطلاقاً أن يقلق، أو أن يخشى أي شيء، وعليه أن ينطلق، ويعد نفسه للمستقبل، وأن يبحث عن المجالات الجديدة التي تحتاجها سوق العمل، لأن المنافسة ستحتدم خلال السنوات المقبلة، ولا مكان فيه إلا للشباب الملم بأدوات العصر، ويهيمن عليها، ويجيد استخدامها بمهارة عالية.

وقد طرح  الرئيس مسألة أخرى تتعلق بالتعليم، وما إذا كنا نكتفى بالتعليم الموجود في الجامعات، وقد أخذني هذا الطرح إلى طرح سؤال مهم : هل يكتفى بالحصول على الشهادة "بكالوريوس أو ليسانس"في مجال معين، للمنافسة بقوة في سوق العمل؟ أم أن الأمر يحتاج إلى ضرورة تعلم واكتساب مهارات أخرى، تتواكب مع المستجدات والتطورات العالمية؟!

وفى حقيقة الأمر، يجب على الشباب أن يغير من طريقة تفكيره، وأن يعي جيداً التحديات الراهنة، وأن يتعرف على نقاط القوة ونقاط الضعف، كي يتمكن من التغلب على أسباب ضعفه، وأن يزيد من نقاط قوته، كي يضمن مكاناً في المستقبل المجهول لدى بعض هؤلاء الشباب، بسبب حالة اللامبالاة التي يعيشونها،ولا يدركون جيداً خطورة القادم، وأبعاده، ومتطلباته، وشروطه، وأن البقاء لن يكون إلا للأقوى بالعلم والمعرفة، واكتساب المهارات المتنوعة،التي تدل على وجود شباب عصري، يدرك جيداً متطلبات مستقبله، لأن من لا يفعل ذلك، ولن ينتبه إلى حجم التحديات، قد يخسر كل شيء، ويجد نفسه قد دخل في نفق مظلم،لا يعلم كيفية الخروج منه، ومتى يمكنه ذلك؟!

ولذلك ينبغي أن يعلم الشباب أن القصة ليست فقط قصة الحصول على البكالوريوس أو الليسانس، ولكن يجب بالإضافة إلى ذلك، أن يتعلم العديد من المهارات، فالمعادلة لن تكتمل بالحصول على الشهادة فقط، ولكن المعادلة السليمة تشتمل على الشهادة في تخصص معين، بالإضافة إلى اكتساب المهارات، وفى هذه الحالة ستكون نتيجة المعادلة مرضية، وسيتمكن من يحققها من مواجهة تحديات سوق العمل، والمنافسة فيه بقوة، دون خوف، ودون قلق، لأنه يرفع في هذه الحالة راية الثقة في النفس، ولا يخشى المستقبل بغموضه، وما يحمله من تحديات غير معلومة بصورة كلية!

فلا ريب أن الشباب يتمتع حالياً بالعديد من المزايا، وقد تم تمكينه سياسياً، واقتصادياً، واجتماعياً، وثقافياً، وفي غير ذلك من المجالات، بصورة لم تحدث من قبل، فما فعله  الرئيس عبد الفتاح السيسي للشباب لم يفعله غيره، سواء في مصر أو في غيرها من الدول، وهذا يدعو الشباب إلى ضرورة استثمار هذه الفرص، وعدم إضاعة الوقت في غير المفيد، وأن يعي كل شاب أن إدارة الوقت وتنظيمه، هي أساس النجاح، وهي الضامن الوحيد لحسن استخدام هذا الوقت، بما ينعكس إيجاباً على حياة كل شاب، وأن يكون له دور فعال في المجتمع.

كما يجب على الشباب أن يستثمر حياته الجامعية، وألا يدع سنوات الدراسة تمر دون الاستفادة من إمكانات الجامعة ومقوماتها، التي يصعب توافرها في أي مكان آخر، فالجامعات مليئة بالمراكز والوحدات المتخصصة في تعليم اللغات، والبرمجة، والتنمية البشرية، وريادة الأعمال، والتحول الرقمي، وغير ذلك من المجالات، التي تعتبر وبحق أسلحة المستقبل، والتي تسمح لمن يملكها، بأن يواجه كل التحديات، والتغلب عليها، و أن يرسم بنجاح خارطة طريقه، ويحقق كل ما يتمناه.

أما إذا أغفل الشباب كل ذلك، ولم يأخذ بجدية مضمون الرسائل المهمة التي وجهها الرئيس في لقائه مع الشباب في كفر الشيخ، فلا يلومن إلا نفسه، لأنه لن يجد مكاناً لائقاً به في المستقبل، وسيكون جاهلاً، وأميا، فإذا كانت الأمية حالياً تعني عدم الإلمام بالقراءة والكتابة، فإن الأمية القادمة هي أمية الرقمنة، وسيصبح الأمي هو من لا يجيد فنون ومهارات التعامل في عصر الرقمنة!

https://gate.ahram.org.eg/News/3211980.aspx