Skip to main content

التلوث البيئى مشكلة اليوم والغد التأثير السمى للتلوث بالمبيدات الحشرية

Research Authors
محمود عبد الناصر على
Research Abstract

يمثل التلوث البيئى واحدة من أهم المشاكل التى تواجه البشرية قاطبة خلال الألفية الثالثة وذلك نتيجة النشاط الانسانى المتزايد فى كافة مجالات الحياة والتنافس الشرس على الغذاء بين الكائنات الحية المختلفة ومنها وبالتأكيد فى مقدمتها الانسان. وقد تميزت البيئة منذ القدم بوجود توازن صارم ودقيق قائم وبصفة دائمة بين عناصرها المختلفة حيث وجد هناك دائما مايمكن أن يسمى بالنظام البيئى (Ecosystem) وبالطبع تساهم كل مكونات البيئة كل فيما يخصه بالحفاظ على هذا النطام البيئى قائما ومستمرا وفاعلا.
وبمرور الزمن وحدوث التطور والتقدم الانسانى فى كافة نواحى الحياة وحلول ماسمى بعصر النهضة الصناعية وماصاحب ذلك من تقدم هائل فى مجالات الزراعة والصناعة والعلم والطب والتقنيات المختلفة حدث اضطراب فى هذا التوازن البيئى الذى استمر ملايين السنين. لقد زاد الأنتاج الزراعى والصناعى مئات المرات وفى المقابل ارتفع متوسط عمر الانسان وزاد عدد سكان الأرض زيادة رهيبة حتى وصل وقت كتابة هذه المقالة الى أكثر من سبعة مليارات نسمة تتنافس على كل شيئ مثل الغذاء والماء الصالح للشرب والطاقة بل وتتنافس أيضا فى صب كافة أنواع الملوثات فى هذه البيئة المسكينة. وأصيبت التربة الزراعية بالتلوث نتيجة الاستخدام المستمر والمتزايد للمخصبات الزراعية لتغذية النبات والمبيدات الحشرية لمقاومة الآفات. وتعرف الآفة بأنها عبارة عن كائن حى يسبب أضرارا للانسان وممتلكاته. وتسبب هذه الأضرار نقصا فى قيمة وكمية مصادر ومقومات حياة الانسان الهامة كنتيجة لتأثيرها على انتاجية ونوعية المحاصيل المختلفة والحيوانات والمواد الغذائية والألياف وكذلك تحدث خللا فى النظم البيئية المختلفة نتيجة احتدام الصراع بينها وبين الانسان على الغذاء. وتشمل الآفات مدى واسعا من الكائنات الحية مثل الحشرات (Insects) والقراد (Ticks) والنيماتودا (Nematodes) والفطريات (Fungi) والبكتيريا (Bacteria) والفيروسات (Viruses) والحشائش (Weeds) والقوارض (Rodents) والطيور(Birds) والرخويات (Mollusks) والقشريات (Crustaceans) وغيرها.
وتعد الحشرات من أخطر أنواع الآفات فقد سجل منها نحو عشرة آلاف نوع كآفات ضارة بالمحاصيل والحيوانات النافعة والانسان والمنتجات المخزونة. ويعد إستخدام المبيدات الحشرية وكذلك مبيدات الحشائش ومبيدات الفطريات فى الأغراض الزراعية وفى مجال الطب البيطرى وفى أغراض أخرى كثيرة من أهم الأسباب التى أدت إلى تلوث البيئة فى الآونة الأخيرة .
يرجع ذلك إلى عدة عوامل أهمها:-
1- الإسراف في عمليات الرش لمكافحة الآفات الزراعية وبدون مناسبة أو ضرورة علمية فى معظم الأحيان .
2- الأستخدام السيئ للمبيدات بواسطة المربين والفلاحين والمزارعين .
3- إتصال الترع والقنوات ومصادر المياه المختلفة ببعضها البعض مما قد يساعد على إنتشار هذه الملوثات.
4- الصرف الزراعى على مياه قد تستخدم بعد ذلك للري أو لشرب الحيوان أو حتي الإنسان.
5- عدم وضع المدة التى يتطلبها التخلص من المبيد فى الأعتبار عند تسويق المنتجات الزراعية والحيوانية.
6- دخول نوعيات غير مصرح بها من المبيدات إلى السوق فى غيبة الرقابة على سوق المبيدات.
إنه من الصعوبة بمكان حصر عدد المركبات الكيميائية التى تم إستخدامها كمبيدات حشرية وخلافة فقد تزايد إستخدام هذه المركبات فى العقود الأخيرة بمعدلات غير مسبوقة.
ولكن لا يمكن إنكار أن المبيدات قد لعبت دوراً كبيراً فى توفير المحاصيل الزراعية وحماية الأنسان والحيوان والنبات من غوائل الحشرات الفتاكة والحشائش الضارة وغيرها من الأفات.
والمبيد يمكن تعريفه بأنه مادة كيميائية أو خليط من مواد كيميائية له أو لها ميزة القضاء على الآفات التى تلحق أضرارا بالمحاصيل الزراعية أو الثروة الحيوانية قد تصل الى حد الكارثة وذلك اما بقتلها أو بمنع تكاثرها أو طرها بهدف تخفيض أعدادها الى الحد الغير ضار اقتصاديا.
ولقد انتشر استعمال المبيدات انتشارا واسعا فى بقاع العالم المختلفة, حيث أمكن بذلك ثخفيض الأضرار الناتجة عن الآفات وزيادة الأنتاج ولكنه أدى أيضا الى ظهور مصاعب كثيرة متعلقة بحماية الأنسان والحيوا والبيئة من أخطار هذه المواد السامة.
اذن تعتبر هذه المواد سلاح ذو حدين فهى فعالة وقوية ضد الحشرات أو الآفات الضارة بالزروع وبالحيوانات وبالانسان الا أنها تشكل خطرا على من يستعملها وعلى الحيوانات والدواجن وحتى على الحشرات النافعة مثل النحل وكذلك المفيدة للنبات مثل الأعداء الطبيعية للآفات. وتعد مشكلة المتبقيات وتأثيراتها التراكمية على صحة الانسان والحيوان وماينتج عنها من أمراض كثيرة وخطيرة وكيفية مواجهتها من أهم التحديات التى تواجه العالم فى الألفية الثالثة.

Research Department
Research Journal
مجلة أسيوط للدراسات البيئية
Research Publisher
جامعة أسيوط
Research Rank
2
Research Vol
Vol. 33
Research Year
2009
Research Pages
PP. 21-34