Skip to main content

صناعة حلج القطن في محافظة الفيوم
دراسة فى الجغرافيا الاقتصادية

Research Department
Research Journal
مجلة كلية الاداب
Research Publisher
وحدة النشر العلمى كلية الاداب جامعة القاهرة
Research Rank
2
Research Vol
81
Research Website
www.aun.edu.eg/arabic
Research Year
2013
Research_Pages
147-227
Research Abstract

تعد صناعة حلج القطن من اهم الصناعات فى مصر بوجه عام ومحافظة الفيوم على وجه الخصوص، وقد ساعد على توطن هذه الصناعة فى المحافظة زراعة مساحات كبيرة بالقطن بها، وتعد صناعة الحلج من الصناعات المحلية التى تتصل بمحصول القطن.
يهدف البحث الى إلقاء الضوء على صناعة حلج القطن فى محافظة الفيوم من وجهه النظر الجغرافية وذلك من خلال التعرض لدراسة التوزيع الجغرافى لزراعة القطن وتطور هذه الصناعة، والوقوف على صورة التوزيع الجغرافى لصناعة حلج القطن ومقوماته مع التعرض للمشكلات التى تواجه هذه الصناعة ومستقبلها.
مقدمة:
يعتبر قطاع الصناعة من القطاعات الأساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وذلك لما يتيحه هذا القطاع من فرص جديدة للعمل، وتنويع لمصادر الدخل القومي وزيادة الناتج المحلي، فضلا عن حجم الوفورات الاقتصادية والمجتمعية الممكن خلقها في بيئات توطنها، وحجم الترابطات الأمامية والخلفية للنشاط الصناعي في باقي الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية الأخرى، مما يسهم في إحداث تغييرات جذرية مهمة في مناطق توطنها باعتبارها حجر الزاوية لأي تطور اقتصادي هادف، وغدت مسألة تنمية القطاع الصناعي تحتل أولوية قصوى لمخططي اقتصاديات الدول المتقدمة مع مطلع القرن العشرين، ثم ما لبثت أن لحقت بها الدول النامية مع منتصف ذلك القرن، وأصبح يقاس مدى تقدم الدول بمدىتقدمها في الصناعة بشكل عام والصناعة التحويلية على وجه الخصوص.(محمد أزهر السماك، 2011، ص9 ؛ المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين 2003، ص3)
وقد أولت مصر تطوير وتحديث قطاع الصناعة وتوسيع القاعدة الإنتاجية لما له من قدرة فائقة على المساهمة في الدخل القومي وامتصاص الفائض من العمالة في ظل البطالة التي تشهدها البلاد، وكذلك لدوره الهام في تحسين ميزان المدفوعات عن طريق إحلال المنتجات المحلية محل كثير من الواردات، وزيادة سلع الصادرات والاهتمام بعنصر الجودة وخفض التكلفة والاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة في الإنتاج، وهذا يساعد على زيادة القدرة التنافسية للمنتجات المصرية في الأسواق الدولية.(آمال ضيف بسيوني، 2006، ص24)
وتعتبر صناعة الغزل والنسيج (والتي تعتبر صناعة حلج القطن أحد هياكلها) من أعرق الصناعات في مصر إن لم تكن أقدم الصناعات بها على الإطلاق، ويرجع تمتع مصر بميزة نسبية في صناعة الغزل والنسيج خاصة بين دول الشرق الأوسط لتوافر القطن طويل التيلة ، والتي تتميز مصر بزراعته نسبياً بين دول العالم بالإضافة إلى وفرة العمالة الماهرة والمدربة .كان القطن المصري طويل التيلة يمثل حتى نهاية الثمانينيات أكثر من 50% من الإنتاج العالمي من هذا الصنف وهذا ما جعل البعض يرى أن القطن هو ضابط إيقاع الزراعة المصرية، إذ تنعكس كل تغيراته على سائر عناصرها وأعضائها مساحة ومحصولا وقيمة حيث تتسع مساحته فتنكمش مساحات الآخرين، وتنكمش مساحته فتتوسع مساحة الآخرين، خاصة الحبوب، وبالأخص القمح،(ياسر إبراهيم محمد، 2011، ص147) (Regional Agricultural Trade Expansion support 2005, pp2-10) إلا أن القطن قد تراجع بشكل كبير وأصبح إنتاجه لا يتعدى حوالي 3-5% من الإنتاج العالمي للقطن فقط.
ومنذ الأربعينيات وحتى نهاية الخمسينيات من القرن العشرين ومصر بلد زراعي باعتبار أن الزراعــــة آنذاك كانت الأساس الذييعتمد عليه اقـــتصـاد

البلاد، وكانت الصناعة في ذلك الوقت تعتمد على الزراعة،حيث احتلت صناعة الغزل والنسيج المرتبة الأولى في الهيكل الصناعي المصري، رغم أن سياسة التصنيع كانت تميل تجاه الصناعات الوسيطة والصناعات الرأسمالية والسلع الاستهلاكية المعمرة. (معهد التخطيط القومي،1995، ص25)
وتعتبر صناعة الغزل والنسيج صناعة متكاملة وليست صناعة واحدة بسيطة فهي تشمل الحلج والغزل والنسيج والتجهيز والصباغة والملابس، ولكل مرحلة من هذه المراحل الصناعية خطوات عديدة وآلات خاصة بحيث أي اضطراب في أي خطوة من هذه الخطوات يسبب اضطراب في الخطوات السابقة والخطوات اللاحقة. (محمد فاتح عقيل، فؤاد محمد الصقار، 1968، ص 284 ؛ جودة حسنين جودة 2002، ص 460)
وتعد صناعة حلج القطن من أهم الصناعات في مصر بوجه عام ومحافظة الفيوم على وجه الخصوص، وقد ساعد على توطن هذه الصناعة في المحافظة زراعة مساحات كبيرة بالقطن بها، وتعد صناعة الحلج من الصناعات المحلية التي تتصل بمحصول القطن والتي تستهدف إضفاء المنفعة الشكلية على القطن الخام (الزهر)، وهي بذلك تقوم بتخليص القطن الزهر من البذرة حتى يمكن استخدامه فيما بعد في الأغراض الإنتاجية، حيث تعد صناعة حلج القطن الحلقة الأولى في سلسلةالصناعات القطنية وذلك من خلال مراحل تجهيز القطن لعمليات الغزل، وهي من الصناعات القديمة الهامة والتي ارتبطت بزراعة القطن في مصر، كذلك تنتشر محالج الأقطان في مناطق إنتاج القطن نظراً لارتفاع تكلفة نقله مقارنة بوزنه حيث تشكل البذرة نحو ثلثي هذا الوزن مما يؤدي إلى ارتفاع تكلفة نقله قبل حلجه، أما البذرة الناتجة عن عملية الحلــج فيجفف جزء منها للتقاوي لزراعة الموسم التالي، بينما يستخدم الفائض فـي صنــاعة زيت الطــعــام والذي يعـــد من أهــمالمواد الغذائية التي لا غنى عنـها

للسكان، كما أن هذه الزيوت تدخل في صناعة الصابون الذي بدوره يعد من أهم المنظفات التي يستخدمها السكان على الإطلاق في حياتهم اليومية، فضلا عن صناعة العلف الحيواني (الكسب) التي تعتمد على ناتج عصر البذرة بعد استخلاص الزيت منها.
وتعد محافظة الفيوم إحدى المحافظات ذات الخصائص الطبوغرافية والجغرافية والبيئية المميزة، ولها خصوصيتها في كثير من النواحي منها رقعتها الزراعية وإمكانياتها البشرية ومناطقها السياحية ووفرة مقومات الصناعة بها وخاصة الصناعات الزراعية. (جلال مصطفى السعيد، 1999، ص2)
وتقع محافظة الفيوم في صحراء الغربية إلى الجنوب الغربي من محافظة القاهرة بنحو 70 كيلو متر وهي تمتد إلى الغرب مباشرة من محافظة بني سويف، وتعتبر إحدى محافظات مصر الوسطى وليست من محافظات الصحاري. وتمتد رقعة المحافظة فلكياً بين دائرتي عرض 10- 29°، 35- 29° شمالا، وبين خطي طول 20- 30°، 10- 31° شرقاً.. ومحافظة الفيوم تسمية إدارية تعني المساحة الكلية للمنخفض والجهات المحيطة به والمتفق عليها مع المحافظات المجاورة ( )، ويبلغ إجمالي مساحة المحافظة نحو 4549 كم2 وبأقصى اتساع 70 كم ويبلغ محيطها 250كم، وتحيط بها الصحاري من كل جوانبها فيما عدا الجنوب الشرقي حيث تتصل بمحافظة بني سويف عن طريق فتحة اللاهون، وتشمل هذه المساحة نحو 1500 كم2 أراضي زراعية تمثل 30% من المساحة الكلية للمحافظة، وتغطي البحيرات والمجاري المائية 6.1% من مساحة المحافظة، أما النسبة الباقية(64%) فهي مناطق صحراوية،(حسام الدين جاد الرب، 2004، ص216) كما تتوزع هذه المساحة على ستة مراكز إدارية (شكل 1) تضم ست مدن و 163 قرية و 1879 عزبة تضمهم 58 وحدة قروية.()
ويهدف هذا البحث إلى إلقاء الضوء على صناعة حلج القطن في محافظة الفيوم من وجهة النظر الجغرافية وذلك من خلال التعرض لدراسة التوزيع الجغرافي لزراعة القطن وتطور هذه الصناعة، والوقوف على صورة التوزيع الجغرافي لصناعة حلج القطن ومقوماته مع التعرض للمشكلات التي تواجه هذه الصناعة ومستقبلها، وسوف تتناول الدراسة صناعة حلج القطن في المحافظة وذلك من خلال النقاط التالية:
أولاً: التوزيع الجغرافي لمساحة وإنتاج القطن في المحافظة
ثانياً: تطور صناعة الحلج في المحافظة.
ثالثاً: التوزيع الجغرافي لصناعة حلج القطن في المحافظة.
رابعاً: مراحل حليج القطن في المحافظة .
خامساً: عوامل توطن صناعة حلج القطن في المحافظة.
سادساً: المشكلات التي تواجه صناعة حلج القطن في المحافظة.
سابعاً:مستقبل صناعة حلج القطن في المحافظة .