تعانى مصر الآن من عجز شديد بين الموارد المائية المتاحة والإستخدامات الحالية، فاصبحت هذه القضية مثيرة للقلق فإن شح المياه فى مصر قد يهدد إستقرار البلاد، وفى الأيام الحالية يشغل مشروع سد النهضة الأثيوبى وتداعياته الرأى العام المصرى لما قد يسببه من تأثير على حصة مصر المائية وقدرة السد العالى على توليد الكهرباء،لذلك يعتبر ترشيد استهلاك المياه من المواضيع المهمة والحيوية التي تشغل الرأي العام فى هذه الأوقات، فهى مسئولية الجميع لتخفيض نسبة المياه الضائعة، وبالرغم من أهمية المياه إلا أن كثيراً من الريفيين يسلكون سلوكاً غير رشيد يؤثر تأثيراً سلبياً على المياه فنجدهم يسرفون في استخدام المياه مما يؤدى إلى إهداركميات كبيرة منها دون وعى مما يؤثر على مسيرة التنمية، وبما أن للمرأة أدواراً هامة وحيوية فى مجال استخدام المياه والمحافظة عليها.
لذلك إهتم البحث بمعرفة دور المرأة الريفية فى ترشيد استهلاك المياه فى الريف، وتمثلت االأهداف فى معرفة مظاهر إسراف المبحوثات فى استخدام المياه، وكذلك معرفة أسباب إسرافهن، أيضا التعرف على طرق الترشيد،كذلك تحديد العلاقة بين المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية للمبحوثات ومدى إتباعهن لطرق ترشيد استهلاك المياه .
ولتحقيق هذه الأهداف تم اختيار خمسة مراكز بطريقة عشوائية، وتم اختيار قرية من كل مركز بطريقة عشوائية أيضاً وتم جمع البيانات عن طريق استمارة استبيان أعدت لهذا الغرض من (200) اسرة تم اختيارهم بطريقة عشوائية من القرى المختارة .
وكان من اهم النتائج الذى توصل لها البحث ان من مظاهر اسراف المبحوثات فى إستخدام المياه هى رش الشوارع، إستخدام الخراطيم فى غسيل السيارات، وترك الصنبور مفتوح عند غسيل الوجه والأسنان، وكان من أهم أسباب الإسراف هى قلة الوعى بأهمية وضرورة ترشيد استهلاك المياه، وقلة الحملات التى تقوم بها الدولة لتوعية المواطنين، وعدم توفر معلومات كافية عن أزمة المياه للمواطن، اما بالنسبة لطرق الحصول على المعلومات الخاصة بالترشيد فأوضحت النتائج أن التلفيزيون هو مصدرهن الاساسى فى الحصول على المعلومات، وبالنسبة لطرق الترشيد المختلفة التى تتبعها المبحوثات فكان هناك العديد من الطرق التى يمكن أن تستخدم لترشيد استهلاك المياه من أهمها تغيير صنابير المياه التالفة، واصلاح عوامة السيفون، والتأكد من عدم وجود تسريبات فى الصنابير والمراحيض، و توجيه الأطفال بعدم اللعب بالمياه، واستخدام فوطة لمسح الشبابيك بدل من الخرطوم، وعدم ترك صنبور المياه مفتوح عند الاستحمام، وعدم رش المياه حول المنزل بالمياه النظيفة، وعدم ترك صنبور المياه مفتوح عند غسل الملابس، واستخدام كمية مناسبة لعمل المشروبات الساخنة، وعدم استخدام السيفون دون الحاجة، واستخدام كمية قليلة من الماء عند غسيل الايدى،، كما وجدت علاقة بين كل من سن المبحوثات، والحالة التعليمية،ومشاهدة المبحوثات لحملات الترشيد فى التلفزيون، وسماع المبحوثات لحملات الترشيد فى الراديو، وعمل المرأة خارج المنزل وبين درجات تنفيذهن لطرق ترشيد استهلاك المياه