JES
تمثل المئذنة إحدى العناصر المعمارية المهمة التي اقترنت بعمارة المساجد، وقد جاءت هذه الأهمية نتيجة للدور الوظيفي للمئذنة بالإضافة لدورها التشكيلي والرمزي، حيث إن لها خصائص معمارية متميزة فأصبحت بارتفاعها علامة أرضية (Land Mark) داخل المدن الإسلامية. وقد تأثر شكل وتصميم المآذن عبر العصور الإسلامية المختلفة بالمعطيات الخاصة بكل منطقة جغرافية والعوامل السياسية ونظم الحكم.
ونتيجة لما ظهر من فترات حكم مشتركة بين اليمن ومصر فقد ظهرت فكرة الورقة البحثية لدراسة تحليلية لتأثير الأنماط السائدة في عمارة العصور الإسلامية المختلفة على عمارة المآذن في البلدين ثم مقارنة النتاج المعماري بين أهم المآذن في العصور الإسلامية المختلفة التي ظهرت في البلدين منذ عصر صدر الإسلام وحتى العصر العثماني، وتم تحديد منطقة الدراسة باليمن في إقليم المرتفعات الغربية والوسطى في اليمن والتي تضم مناطق (صنعاء وذمار وشبام كوكبان وإب وتعز) وبمصر فى مآذن القاهرة
ولتحقيق هدف الورقة البحثية تمعرض المفاهيم الخاصة بالمئذنة ونشأتها وتطورها في العالم الإسلامي في الجزء الأول من الورقة البحثية، بينما في الجزء الثاني من الورقة البحثية تم دراسة عمارة المآذن في كل من اليمن ومصر في الفترة الزمنية المحددة، ومن ثم تم عمل تحليل مقارن لتطور عمارة المآذن في اليمن ومصر واستخلاص أهم جوانب التوافق والاختلاف فيما بينها ومدى تأثير الأنماط السائدة في العالم الإسلامي على عمارة المآذن في البلدين.
ويخلص البحث إلى أن عمارة المآذن في اليمن ومصر تأثرت بالأنماط السائدة في العالم الإسلامي، وإن كان ذلك التأثير محدود في مآذن اليمن حيث طغى تأثير الطابع المحلي للمنطقة، حيث تعددت الدويلات التي حكمت اليمن والتي أفرزت أنماط متباينة في نفس المرحلة، كما ظهر التأثير المتبادل في عمارة المآذن في البلدين في بعض المراحل.