راجعنا بمزيج من الدهشة والآسي خطاب نقابة الأطباء إلي معالي السيد رئيس مجلس الوزراء وذلك بناءا علي خطاب من السيد نقيب الأطباء بأسيوط بعنوان “مرضي الصعيد يستغيثون”، والذي تعترض فيه النقابة علي قرار مجلس جامعة أسيوط والمتضمن زيادة ساعات العمل اليومي بالمستشفيات الجامعية في مقابل أن يقتصر عمل يوم السبت علي استقبال الطوارئ والإصابات والعناية المركزة والأقسام الداخلية والمعامل والأشعة فيما عدا العمليات والعيادات الخارجية....وذلك بدعوي الإضرار بشريحة كبيرة من المرضي ناتج عن تأجيل عمليات يوم السبت وإننا في هذا الصدد يهمنا أن نوضح خلفيات هذا القرار والدوافع التي دعت نقيب أطباء أسيوط أن يستغل موقعه النقابي متخليا عن موقعه كأستاذ جامعي ومتجاهلا أصول العمل المؤسسي ومتهما مجلس الجامعة بأنه “قد قرر أن يزيد معاناة وآلام المرضي “ ومدعيا بأن هذا القرار هو قرار سيادي ومفضلا اللجوء إلي الصحافة ومناشدة السلطات عن المناقشة الموضوعية
أولا: بالنسبة لخلفيات قرار مجلس الجامعة:
١. أن هذا القرار جاء بعد دراسة مستفيضة لعدة أشهر و بموافقة بالإجماع من مجلسي شئون البيئة و مجلس الجامعة هادفا للمصلحة العامة و طبقا لما هو معمول به في جميع أجهزة الدولة بل في جميع أنحاء العالم
٢. بالنسبة للعيادات الخارجية فإن إضافة ساعة لساعات العمل اليومي بعد الثانية ظهرا هو لمصلحة المرضي القادمين للعلاج من مناطق بعيده مما يتيح وقتا اطول لاستكمال الفحوص وإجراءات الدخول بدلا من العودة اليوم التالي علما بأن الغالبية العظمي من المترددين علي العيادات الخارجية هم من خارج المحافظة
٣. إن العمليات الجراحية كانت تجري بالفعل في معظم الأقسام الجراحية، خمسة أيام أسبوعيا ،وذلك فيما عدا ثلاثة أقسام وأن زيادة ساعات العمل ساعة يوميا علي مدي الخمسة أيام أسبوعيا هو كفيل بتعويض يوم عمل السبت ومنع تراكم قائمة الانتظار في هذه الأقسام.كما أن التوسع في تجهيز حجرات العمليات وأسرة العناية المركزة والتي تضاعفت في خلال الستة أشهر الأخيرة قد قد ساهم ، من جهة أخري، في استيعاب عدد المرضي
٤. تقوم المستشفيات الجامعية بأسيوط باستقبال الإصابات والحالات الحرجة وأجراء العمليات العاجلة علي مدي الأربع والعشرين ساعة طوال أيام الأسبوع
٥. نؤكد أن يوم السبت هو ليس أجازة من التعليم والبحث العلمي تأكيدا لرسالة المستشفيات الجامعية في صناعة ونشر المعرفة الطبية وهو ليس أجازة للأطباء المقيمين والمعيدين وأعضاء هيئة التدريس بل هو فرصة للتفرغ للبحث وحضور محاضرات الدراسات العليا وعمل المؤتمرات العلمية للأقسام ومناقشة الرسائل العلمية بدون تعطيل العمل سائر أيام الأسبوع.
ثانيا بالنسبة لخلفيات اعتراض النقابة:
١. قام السيد النقيب بجمع توقيعات خمسة وسبعين عضوا من أعضاء هيئة التدريس ،أغلبهم من الهيئة المعاونة، بينما يتجاوز عدد أعضاء هيئة التدريس بكلية الطب الألف والمائة عضو وكان الأحري بأمين عام النقابة أن لا تلتفت إلي هذه الاستغاثة المزعومة لأنها تفتقر إلي الأغلبية وبالتالي المصداقية.
٢. صدر قرار مجلس الجامعة رقم ٦٥٢ المشار إليه في ٣١ مارس ٢٠١٥ فلماذا لم يتم الإعتراض عليه في حينه بدلا من إثارة البلبلة بالإعتراض عليه قبل يوم واحد من تطبيقه..هو التوقيت الذي تزامن مع انتخابات النقابة الفرعية مما يوحي بوجود دوافع إنتخابية وراء الأمر
٣. نحن نسأل السيد النقيب لماذا لم يستغيث العام الماضي حينما كانت المستشفيات الجامعية تستقبل الإصابات ثلاثة أيام في الأسبوع بينما يتم تحويل الإصابات الثلاثة أيام الأخري إلي إحدي مستشفيات وزارة الصحة.
٤. كان الأجدر أن يطالب النقيب الأطباء بالحضور مبكرا وأن يطالب باستمرار عمليات و عيادات المستشفي حتي بعد الساعة الثانية و أن يوجه جهده لتحسين الخدمة بمستشفيات وزارة الصحة و تحسين أداء الأطباء وأن يطالب الجامعة بزيادة فرص الدراسات العليا لآطباء وزارة الصحة بدلا من الصدام مع إدارة الجامعة وإتهام مجلسها بالعمل علي زيادة معاناة وآلام المرضي
٥. يجب التنويه بأن بعض السادة الأطباء الذين يتزعمون الاعتراض علي قرار الجامعة يحضرون للعمل بعد الساعة العاشرة و ينصرفون قبل الساعة الواحدة الي عياداتهم الخاصة وإن إطالة يوم العمل يتعارض مع مصالحهم الشخصية
أ. د / طارق الجمال
عميد كلية الطب
ورئيس مجلس إدارة مستشفيات أسيوط الجامعية