Skip to main content

وزير الشباب في ندوة العبور إلى المستقبل بجامعة أسيوط


ياسين:  البطالة 26% و الإدمان  9.6% بين الشباب

          أستنكر الدكتور أسامه ياسين وزير الشباب أن يكون ما نعانيه اليوم من أحداث بعد ثورة 25 يناير مشكلات أو عقبات بل هي تحديات يمكن للإنسان المصري أن يتغلب عليها باستجماع قوته واستدعاء طاقاته الإيجابية ومؤكدا على أن الأمة المصرية امة آملة  متعافية وواجبنا نحوها حق الرعاية عن طريق الدعوة إلى العمل المشترك تحت مظلة وطنية مصرية  جامعة ، وأوضح أن التحديات التي تواجهنا اليوم تتمثل في إشكالية العلاقة بين العمل الثوري والسياسي ، فالثورات تقوم لتمكين الشعوب من ممارسة الديمقراطية والعمل السياسي والاستفادة من مخرجات العمل الثوري في خلق عملية سياسية صحيحة ، فعلى الصعيد الاجتماعي هناك العديد من التحديات ومنها : معاناة الشباب من أزمة الهوية والخلل الواضح في التنمية الشبابية وسببه هو التعامل مع كتلة غير متجانسة من الشباب فى الريف والعشوائيات والمحافظات الحدودية وهو ما يعزى إلى أسلوب التنمية الشبابية التي أتبعها النظام السابق التي جارت على النسبة الأكبر من الشباب المصري وأوقعتهم في براثن الإدمان والبطالة فأكثر من 26 % من الشباب المصري يعانى حاليا من البطالة و 9.6 %  يعانون الادمان ، مشيرا إلى الخطة المقترحة للقضاء على مشكلة البطالة عن طريق تقديم إستراتيجيات متكاملة  وتشجيع انخراط الشباب فى المشروعات الصغيرة وتفعيل ثقافة العمل الحر ، حل مشكلات العمل الخاص ، التأهيل السريع لسوق العمل ، التدريب المهني وتمويل المشروعات الصغيرة . جاء ذلك خلال ندوة " العبور إلى المستقبل .. حوار حول التحديات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية " فى 23 من فبراير الجاري والتى نظمها مركز دراسات المستقبل بجامعة أسيوط  بالتعاون مع منتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية ، برعاية الدكتور مصطفى كمال رئيس جامعة أسيوط والدكتور يحيى كشك محافظ أسيوط ، وبحضور عدد من أعضاء هيئة التدريس ورجال الدين الاسلامى والمسيحي وقيادات العمل التنفيذي بالمحافظة والطلاب ، صرح بذلك الدكتور محمد إبراهيم منصور مدير مركز دراسات المستقبل ومدير الندوة .

ومن جانبه أكد الدكتور يحيى كشك محافظ أسيوط  في كلمته على وجود عدد من التحديات التي تواجهنا في العبور إلى المستقبل منها  التحدي الاقتصادي وما يتضمنه من الفساد المالي والإداري وضعف البنية التحتية ، المغالاة في المطالب الفئوية ، كثرة الإعتصامات ، التعدي على الممتلكات العامة والخاصة بالإضافة إلى مشكلة الأمن والذي يحتاج إلى إعادة هيكلة وبناء بالإضافة إلى تراجع السياحة والدخل القومي . كما يواجهنا تحديات أخرى تكمن في ضرورة الحفاظ على التماسك الاجتماعي والتغلب على الفجوة الواضحة بين الطبقة الفقيرة والغنية والقضاء على تضاؤل حجم ومكانة الطبقة المتوسطة وفقدان الثقة في المسئولين وفى كل ما هو حكومي ، أما التحدي الثقافي فقد كان للعولمة أثر كبير على المجتمع حيث أدت سرعة تدفق المعلومات والأفكار من كل مكان وظهور شبكة الانترنت الى ضعف دور قادة الرأي والفكر ورجال الدين فى التوعية والرقابة مما أدى إلى ظهور سلوكيات غريبة ومشوهة ومختلفة عن عاداتنا وتقاليدنا وخلقنا الحضاري ، وأشار كشك إلى أنواع أخرى من التحديات تتضمن التحالفات والتيارات السياسية والتي بدأت فى الظهور على الساحة بشكل كبير مشيرا إلى دور رجال الدين الحيوي الذي يجب أن يتفاعل مع العصر ومتغيراته وقضاياه المعاصرة ، وكذلك دور المؤسسات التعليمية في نشر ثقافة التعددية وقبول الرأي والرأي الآخر ، ودور الإعلام فى الحث على التمسك بالقيم وحب الوطن وبعث الأمل في نفوس المواطنين في معالجة القضايا التي تتعلق بمستقبل الوطن .

وفى كلمته التي ألقاها نيابة عن رئيس الجامعة أكد الدكتور احمد جعيص نائب رئيس الجامعة أن العبور إلى المستقبل مرهون بتكافؤ الفرص وبحق الجميع فى المشاركة وبالحقوق العادلة لكل المواطنين بدون تمييز بسبب الأصل أو الدين أو الانتماء  السياسي والحزبي ومرهون بالالتزام الصارم بمبادئ ثورة 25 يناير وعدم الخروج عليها فى الحرية والعيش والكرامة والعدالة الاجتماعية ومرهون أيضا بثقة لا يشوبها شك أو تخوين بين القوى السياسية المختلفة التي صنعت الثورة ومرهون أخيرا بالاعتراف بدور جديد للشباب في المرحلة القادمة فى القيادة والتوجيه والمشاركة في دفع  مسيرة البلاد نحو الغايات الكبار التي تليق بوطن عظيم هو مصر ، مشيرا إلى دور الشباب المصري في العبور نحو مستقبل مشرق بالمشاركة الواعية في المجتمع والعمل على إرساء أسس التحول الديموقراطى حتى تتحقق النهضة المصرية المرجوة.

واستعرضت الدكتورة منار الشوربجى أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية جانبا آخر من التحديات التي تواجهنا في طريقنا للعبور للمستقبل ومنها قضية الشهداء والقصاص العادل لهم ، حيث أشارت أن بناء نظام جديد قائم على الحرية مرهون بتقديم دليل واضح على الاهتمام بتحقيق القصاص للشهداء ومحاكمة من أفسدوا هذا الوطن وهو ما يسهم فى إرساء قواعد النظام الديموقراطى العادل ، بالإضافة الى التحديات الاقتصادية ومنها مشكلة البطالة والقروض الخارجية والسياحة داعية الى ضرورة خلق رؤية اقتصادية جديدة لا تعتمد على القروض والاستثمار الخارجي مع وضع ضوابط صارمة للاستثمارات الخارجية في جميع المجالات ، وأشارت الى عدد من الآليات التى يمكن ان تسهم فى التغلب على التحديات الحالية ومنها ضرورة إعادة  بناء الأجهزة الأمنية ، احترام القانون والعمل بالقانون العادى وليس قانون الطوارئ ، تدريب رجال الأمن بشكل يحترم حقوق الإنسان وكرامة المواطن ، ضرورة الوفاق الوطني لمواجهة المشكلات التي تواجهنا بالإضافة إلى تضافر الرؤى المختلفة وبسواعد أبناء مصر جميعا.

ومن جانبه وضع الدكتور القس أندريه زكى بعض التصورات للعبور إلى المستقبل متمثلة فى ضرورة فهم العلاقة بين مفهوم الأغلبية والأقلية في الأمور السياسية فهذه هي أسس الديمقراطية ، المصالحة الوطنية والجمع بين كل أطياف المجتمع وعمل أرضية جديدة مشتركة للعبور للمستقبل ، إدراك وفهم أي رؤية أو فكرة أو تطور سياسي جديد والتفاعل معه واستيعابه ، التماسك الاجتماعي بين فئات المجتمع ، قبول النخب السياسية الجديدة واستيعابها وليس طردها بالإضافة إلى النظر إلى  الجميع على أنهم قوة متنوعة بناءة تنفع المجتمع.