أكد الدكتور طارق الجمال رئيس جامعة أسيوط على أهمية تقديم مزيد من الدعم والرعاية لشباب الباحثين فى مختلف المجالات واستثمار طاقاتهم الخلاقة والمتجددة فى إثراء الحركة العلمية وتحقيق الوطن وتقدمه، مشيرا إلى كثير من النجاحات الطبية والعلمية التي شهدتها جامعة أسيوط فى السنوات الأخيرة كانت من جيل شباب الأطباء من أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم .
جاء ذلك تعقيبا على تنظيم مسابقة مخصصة لشباب الباحثين فى مجالات طب الأورام المختلفة وتكريم الفائزين بها خلال الجلسة الرسمية المنعقدة فى اليوم الثانى للمؤتمر الدولي الحادي عشر لقسم علاج الأورام والطب النووى بجامعة أسيوط والمنعقد خلال الفترة من 24 إلى 26 من فبراير الجاري بمحافظة الأقصر وذلك بحضور الدكتور احمد المنشاوي نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتورة مها غانم نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والدكتورة أماني عمر وكيل كلية الطب لشئون التعليم والطلاب. الدكتور حسين خالد وزير التعليم العالى الأسبق وأستاذ طب الأورام ، والدكتور سامى الخطيب استشارى الأورام والكشف المبكر ورئيس جمعية الأورام الأردنية ولفيف من أساتذة الأورام وأطبائه من نحو 14 دولة عربية وأجنبية.
وخلال الجلسة الرسمية للمؤتمر أشاد الدكتور أحمد المنشاوي بدور كلية الطب الرائد والمتميز فى مجال البحث العلمى وتصدر الكلية المركز الأول على مستوى كليات الجامعة بما تقدمه من إنتاج علمي غزير ومثمر يحمل اسم وشعار جامعة أسيوط فى أكبر المجلات والدوريات العلمية والطبية العالمية ، وهو ما تحرص إدارة الجامعة على دعم مواصلته وتوفير كافة السبل اللازمة لمواصلته والمضى قدماً فيه.
كما أشارت الدكتورة مها غانم إلى أهمية المؤتمر والذى يهدف إلى عرض كل ما هو جديد من دراسات وأبحاث متقدمة فى مجال تشخيص وعلاج الأورام على مستوى العالم، كما يطلق المؤتمر سنوياً عدد من الرسائل التوعوية التى تهدف إلى تعريف أفراد المجتمع بمخاطر الأورام ومسبباته وأهمية الكشف المبكر وأهم السلوكيات الصحيحة التى تحافظ على صحة الإنسان.
كما أشادت الدكتورة أمانى عمر بجودة تنظيم المؤتمر والذي يعد واحداً من أكبر وأهم المؤتمرات الدولية التى تنظمها كلية الطب سنوياً ، متمنياً لقسم علاج الأورام بالكلية مزيد من التقدم والسداد فى جهدهم المبذول لخدمة مرضى الأورام من مختلف المحافظات.
وكشف الدكتور سمير شحاتة أن اللجنة المنظمة للمؤتمر كانت قد اختارت أفضل 6 دراسات لعرضها خلال المؤتمر فى وجود ابرز الخبراء المتخصصين فى هذا المجال على مستوى الجامعات المصرية وكذلك الدول عربية وأجنبية من المشاركين فى المؤتمر .
وأعلن رئيس المؤتمر ان المنافسة أسفرت عن فوز الدكتور احمد مصطفى عبد العزيز المدرس المساعد بقسم علاج الأورام بجامعة المنيا بالمركز الأول فى المسابقة وفوزه بدعوة مجانية لحضور مؤتمر متخصص فى مجال الأورام والمقرر انعقاده فى لبنان وذلك عن بحثه المتعلق بدور العلاج الاشعاعى متعدد الشدة مع الحقن الكيماوي فى علاج أورام الكبد المصحوبة بغزو الوريد البابى الكبدي والتي أوضح خلالها ان حالات أورام الكبد من أكثر أنواع الأورام حدوثا فى مصر وتعتبر الحالات المصابة بجلطة بالوريد البابى الكبدى من أكثر الحالات صعوبة فى قرار العلاج، كاشفا ان استخدام التقنية الجديدة فى العلاج الإشعاعي متعدد الشدة يقدم الامل لهؤلاء المرضى بعد أن أثبتت نتائج الدراسات الحديثة دور العلاج الإشعاعي كعلاج فعال مع تحقيق نتائج أفضل عندما يتم استخدامه مع الحقن الكيماوي للمريض.
كما جاءت فى المركز الثاني الدكتورة صفاء محمد عبد العزيز تميرك المدرس المساعد بكلية الطب بجامعة جنوب الوادي والتى أشارت خلال دراستها أن للأسف الشديد معظم المرضى المصريين يتم تشخيص إصابتهم بأورام الكبد فى مراحله المتأخرة حيث تكون خيارات العلاج غير متاحة وخاصة أنواع العلاج المناعي والعلاج الموجه والتى تعد باهظة الثمن، مشيرة خلال بحثها الى تأثير استخدام عقار كابستين مع مرضي أورام الكبد بجرعات صغيرة ولفترات طويلة من شأنه تحسين حالة المريض وتطيل مدة تأخر تدهور المرض.
وأضافت الدكتورة علا نبيه سكرتير عام المؤتمر ان جلسات اليوم الثاني تضمنت كذلك مشاركة الدكتورة اريج نادر ابو شيخة من مركز الحسين الطبى بالأردن والتى تناولت خلالها العلاج المناعي لأورام الرأس والرقبة والتي أوضحت خلالها ان الدراسات الحديثة أثبتت إمكانية استخدام العلاج المناعي بدلا من العلاج الكيماوى او الاثنين معا فى علاج أورام الرأس والرقبة المنتشرة وذلك بهدف إبطاء تطور المرض ، حيث اثبت العلم الحديث ان العلاج المناعي يحمل احتمالات تحقيق استفادة اكبر من العلاج الكيماوي ، موجهة تحذيرها للمدخنين بضرورة الإقلاع عن التدخين والذي يعد العامل الاساسى للإصابة بذلك النوع من الأورام .
كما تناول الدكتور خالد عبد الكريم أستاذ علاج الأورام بكلية الطب جامعة عين شمس الجراحة الإشعاعية للأورام الوداجية بالرأس والرقبة وعلاجها بالجراحة الإشعاعية بجهاز الجاما نايف ومدى مطابقة هذا العلاج لما تقدمه أفضل المراكز العالمية لتحقيق السيطرة على نمو المرض دون الإضرار بالأماكن الحساسة والحرجة بالمخ ، او بدون التدخل الجراحي بكل ما يحمله من مخاطر إصابة الأعصاب المخية ، مشيرا إلى ان هذا العلاج يقدم بمعهد ناصر منذ 18 عاما مع خبرة متراكمة متميزة فى علاج هذه الأورام النادرة والوصول إلى أفضل النتائج الممكنة.
اما فيما يخص أورام البروستاتا فقد حذرت الدكتورة علا خورشيد أستاذ علاج الأورام جامعة القاهرة من خطورة ذلك المرض والذي أصبح من أهم أنواع الأورام والتي تشهد تغيرات متعاقبة فى طرق علاجه والتى تختلف حسب توقيت اكتشاف المرض ومرحلة الإصابة به ومدى انتشاره ، موضحة اختلاف سبل العلاج بين العلاج الكيماوي والعلاج عن طريق الهرمون والتى تستخدم بعضها فقط للحد من انتشار مثل هذه الأورام، مضيفة ان أشعة PGTPSMA تمثل إضافة هامة ومتطورة فى عملية اكتشاف المرض ومحاصرته.