Skip to main content

مستشفيات جامعة أسيوط تنجح في إجراء عملية نوعية لطفلة ٤ سنوات

أعلن أ.د/ علاء عطية - عميد كلية الطب جامعة أسيوط ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية عن نجاح عملية نوعية تم إجرائها الأربعاء الماضى لطفلة عمرها ٤ سنوات كانت تعاني من ورم بالكلى اليمنى في مرحلة متقدمة حيث إمتد الورم الي الأوردة الرئيسية وصولاً إلى البطين الأيمن للقلب وحتى بعد خضوع المريضة للعلاج الكيماوي بمعهد جنوب مصر للأورام ,لم يتقلص حجم الورم كما كان د/ خالد فتحي - أستاذ مساعد أورام الأطفال المشرف علي علاجها يأمل وأصبح الحل الوحيد بعد عرض حالتها على اللقاء العلمي والفرق الجراحية المختلفة هو عملية قلب مفتوح لإستئصال كامل الكلية اليمنى مع كل نسيج الورم الممتد عبر الوريد الأجوف السفلي الي البطين الأيمن من القلب.
يشير أ.د/ حسام العربي - مدير مستشفى القلب الجامعي الى أن عشرة جراحين وثلاث أطباء تخدير وسبع تمريض عمليات واثنين فني آشعة قد تواجدوا داخل غرفة العمليات رقم أربعة بالدور الرابع بعمليات جراحة القلب والصدر بمستشفى القلب الجامعي بأسيوط. عقارب الساعة تشير الى الثامنة صباحاً والآن يتم مراجعة كل التفاصيل وخطة العملية مع كل الفرق الطبية المشاركة لتجهيز غرفة العمليات بكل ما يحتاجه كل فريق.
الثامنة والنصف يبدأ فريق التخدير (أ.د/ عصام عبد الله و د/ أحمد أبو الفتوح و طبيب رامي احمد) بإخضاع المريضة للتخدير الكلي ثم يتقدم فريق جراحة الاورام (أ.د/ هشام حمزة و طبيب محمد إسماعيل) وبدأت العملية من البطن على الكلية اليمنى وما حولها من أنسجه وتحريك الكبد. ثم تقدم فريق جراحة الاوعية الدموية (د/ عثمان محمود ود/ أشرف النجار و ط/ أحمد نجيب) لتقييم إنتشار الورم ومدى إلتصاقه بالوريد الأجوف السفلي وأي الحلول الطبية التي سيتخذها الفريق وكذلك تقييم وضع أورده الكبد.
ثم يدخل فريق جراحة القلب (د/ أحمد مكاوي و طبيب/ الحسين طلب) ويقوم بشق القفص الصدري والتجهيز لوضع المريضة على ماكينة القلب المفتوح ثم البدء في شق القلب يتبعه  فريق جراحة الصدر(د/ حسين الخياط و ط/ احمد مخلوف ) الذى يدخل لتحرير الورم من جدار القلب. ط/ على عبد الرؤوف على ماكينة القلب المفتوح يخفض درجة حرارة المريضة الي 20 درجة فقط حتى يحافظ على الأنسجة خلال فترة إنقطاع الدورة الدموية ويقلل ضغط الدم حتى يسمح للفرق الجراحية بمواصلة العمل. يدخل فريق جراحة الاوعية مرة أخرى لفتح الوريد الأجوف السفلي وكانت أول معضلة إمتداد الورم الى الوريد الكلوي الأيسر وهي الكلى السليمة التي يفترض أن تعتمد عليها المريضة بعد العملية وإلا إحتاجت الى غسيل كلوي منتظر ولكن بفضل الله تم إستئصال الجزء الممتد من الورم في الوريد دون حدوث قطع سواء للورم أو الوريد الكلوي الايسر. ثم إمتد شق الوريد الأجوف السفلى الى أعلى حتى خلف الكبد وجاءت المعضلة الثانية الورم ممتد الى فتحة الوريد الكبدي الأيمن وتم بفضل الله إزالة الورم والحفاظ على أوردة الكبد دون تهتك.
إنتهى المطاف بإزالة الورم في تعاون مع جراحة القلب والصدر وجراحة الأورام وإزالته كاملاً من أسفل بعد تحرير الجزء الممتد داخل القلب وإزالة الورم (الكلى المصابة وإمتداد الورم كاملاً كقطعة واحدة دون ترك أي جزء داخل جسد الصغيرة وتم رتق الوريد الأجوف السفلى كاملاً لإعادة الإتصال الدموي ثم إرجاع درجة حرارة "زينب" الى الدرجة العادية وسحب ماكينة القلب وعودة القلب الى العمل بكفائة مرة أخرى.
 
يضيف أ.د/ أحمد غنيم - أستاذ ورئيس قسم جراحة القلب والصدر الى أن العملية إمتدت الى سبع ساعات هي الأصعب جراحياً لكل أعضاء الفريق وست ساعات أخرى من القلق والعمل المكثف في الرعاية الحرجة لجراحة القلب والصدر حيث المريضة متصلة بأجهزة التنفس الصناعي وبمضخات تحمل أدوية مساعدة لعضلة القلب يتناوب عليها ممرضات على أعلى مستوى من الكفاءة للتعامل مع الصغيرة المريضة والأطباء من مختلف التخصصات المشاركة. ممرضات الرعاية الحرجة أتوا لها بالبالونات وزينوا سريرها الصغير داخل العناية حتى لا تفزع عندما تستعيد الوعي. بحمد الله ترفع من على أجهزة التنفس الصناعي وتستعيد كامل وعيها، تبحث عن وجه أمها ولا تستكين حتى تراها بجوارها. الكل مبتسم وسعيد على عكس ما كانوا صباحاً حتى أمها تبدو أحسن حالا.
أ.د/ هشام حمزة - أستاذ ورئيس قسم جراحة الأورام يضيف أن المريضة خاضت حرباً صعبة ضد سرطان عنيف وقد أكرمها الله بالشفاء وهي الآن بإنتظار أن تلتئم جرحها لتبدأ مرحلة جديدة من المتابعة والعلاج الكيماوي المساعد. فريق ضخم من الأطباء يسره الله لها و فريق أضخم من القيادات والموظفين والعمال داخل معهد جنوب مصر للأورام ومستشفيات جامعة أسيوط ومستشفى القلب الجامعي وقسم جراحة الشرايين وقسم جراحة القلب والصدر عمل علي أن تتوافر كافة الإحتياجات للفرق الجراحية لإنجاز المطلوب دون أن تتحمل أسرتها أي تكاليف أو أعباء مالية حيث تم إجراء العملية بالكامل علي نفقة التأمين الصحي وتم توفير جميع ما إحتاجت اليه "زينب" من مستلزمات وأجهزة وقبلها أطباء علي مستوي عال من الكفاءة والخبرة حتى أكرمهم الله جميعاً بشفاء الصغيرة وعودة إبتسامتها الجميلة.