تُعدُّ تقنیة المکان وتوظیفها داخل النص الشعری من أهم جمالیات القصیدة الحدیثة وتحدیداً فی الأدب الذی ینشأ أثناء الحروب والحصار؛ وذلک لأهمیة العلاقة بین المکان والحرب حیث غالباً تنشب الحروب بغرض احتلال مکان وتقام أحداثها علی مکان ومن آثارها المشؤومة تدمیر أمکنة. وعلیه، قامت الدراسة الحالیة بالمنهج الوصفی التحلیلی بتناول أثر الحصار العسکری لمدینة بیروت علی توظیف الأمکنة ودلالتها فی دیوان ""مریم تأتی"" للشاعر العراقی سعدی یوسف؛ إذ إن هذا الحصار أثر تأثیراً ملحوظاً علی الحیاة الیومیة للشعب اللبنانی ومن ثم انعکس هذا الحصار علی إنتاج العدید من الأدباء اللبنانیین وغیرهم، منهم الشاعر العراقی سعدی یوسفالذی دفعته الأحداث لتصویر الحیاة اللبنانیة المحاصرة بکل تفاصیلها. إذن، یرید البحث الحالی دراسة أثر الحصار العسکری لمدینة بیروت علی توظیف الأمکنة ودلالتها فی دیوان ""مریم تأتی"" للشاعر سعدییوسف ومن أهم ما توصلنا إلیه هو أن الأمکنة المفتوحة (المدینة، والقریة، والحی) فی قصائد سعدی یوسفتم توظیفها لتدل علی إظهار الدمار المادی الذی لحق ببیروت جراء الحصار العسکری الإسرائیلی، أما للأمکنة المغلقة (البیت، والغرفة) فلها نسبة أعلی من التوظیف داخل نصوص الدیوان مقارنة بالأمکنة المفتوحة وهی تدلّ علی الحالة النفسیة المزریة لأهالی بیروت جراء الحصار والسبب یرجع إلی السمات الهندسیة والمعماریة التی تتصف بها هذه الأمکنة من حیث انغلاقها.
قسم البحث
مجلة البحث
إضاءات نقدية في الأدبين العربي والفارسي
الناشر
جامعة "آزاد اسلامي واحد كرج" بإيران
عدد البحث
24
موقع البحث
http://roc.kiau.ac.ir
سنة البحث
2016
صفحات البحث
75-99
ملخص البحث