يُعرف العديد على أنه أغانى جنائزية أو بكائيات مرتبطة بمناسبات الموت ويطلق عليها أيضا أغاني الفراق، ومفرها عدودة، وتُعد العدودة ممارسة من الممارسات النسائية الخاصة بطقس الموت، حيث تكون المرأة هي المبدعة الحقيقية لهذا الفن إبداعا وممارسة، إلا أن المرأة أعطت للرجل مساحة من الحضور داخل النصوص، وهذا يرجع لطبيعة ومضمون هذا الفن الذي يتناول ظاهرة إنسانية تمر بها المرأة والرجل سويا ألا وهي الموت، وكانت قضية السلطة من القضايا التي برزت من خلال ثنائية الرجل والمرأة في نصوص العديد، ولقد أدت الأمكنة المختلفة وعمارتها دورا في إبراز ثنائية سلطة الرجل والمرأة داخل العدودة وكانت عمارة البيت من أبرز هذه النماذج الدالة على تفاعل العمارة مع فكر الإنسان ومعتقداته.
وعليه تحاول هذه الدراسة بالاستعانة بالمنهج التحليلي الوصفي الكشف عن وصف العدودة لعمارة البيت وأجزائها المختلفة، والكشف عن توظيف المبدع الشعبي لعمارة البيت في توضيح سلطة المرأة والرجل في العدودة وتوضيح كيف كانت عمارة البيت وسيلة من وسائل التفاعل بين الفكر الإنسانى والعمارة.