يهدف البحث لبيان الامتزاج والتماهي بين الأنا الشاعرة، والأنا القارئة؛ التماهي بين الوعي الجمعي للشعوب العربية المكلومة التي تترنح بين ماض تليد، وحاضر مريض؛ إثر توالي النكبات على المدن التي هي رمز الاستقرار والأمان والعزة، وهي الجدران والقواعد والجذور التي تحمل في جنباتها الروح والكرامة وخلود الذات، والتي تبقى جرحاً لا يندمل في الوجدان العربي، في كل عصر، وفي كل مدينة من البصرة مرورًا بدمشق، وحتى فقيدة قلوب العرب الأندلس الغصن الرطيب. يأتي بيان حضور القارئ الضمني في شعر رثاء المدن والممالك؛ ليظهر خطاب الشاعر الجريح للضمير العربي الجريح السقيم، كذلك في خطابه الشعري، والذي يتجلى في علامات ينطق بها النص حينًا، ويصمت ويترك المجال للمتلقي في كشفها حينًا آخر. وقد لزم أن يقع الاختيار على عدة نصوص شعرية تمثل عصوراً وفترات زمنية متعاقبة إلى حدٍّ ما، كما تمثل بقاعاً جغرافية مختلفة ومتباعدة؛ ليتسنى من خلالها الكشف عن توحد الهدف والغاية من شعر رثاء المدن والممالك وهو خطاب الضمير العربي، ومناجاة الوجدان العربي؛ بحثًا عن نتيجة واحدة، وهي الدفاع عن الأوطان، وتحقيق الأخوة في العروبة والإسلام. يتناول البحث إثبات وجود القارئ الضمني في بنية الخطاب الشعري لشعر رثاء المدن عبر استقراء بعض الاستراتيجيات النصية، التي يثبتها الشاعر في القصيدة، والتي يمكن إثبات حضور القارئ الضمني من خلالها؛ تلك الاستراتيجيات النصية تكون بمنزلة علامات تشير إلى وقوف القارئ الضمني خلف بنيتها اللغوية، فهي بالأحرى علامات ناطقة مفصحة عن حضور تلك البنية الضمنية الكامنة وراء اللغة الشعرية لنصوص شعر رثاء المدن والممالك. وهناك كذلك العلامات الصامتة التي تقوم بالدور نفسه في تراكيب قد تكون أكثر عمقًا منها في العلامات الناطقة.
Research Date
Research Department
Research Journal
مجلة کلية اللغة العربية بالمنوفية
Research Member
Research Publisher
جامعة الأزهر، کلية اللغة العربية (فرع المنوفية)
Research Year
2023
Research Abstract