فقد حدد المولى سبحانه وتعالى للعبادات مواقيت تؤدي فيها، وقد ارتبطت جملة من العبادات بتعاقب الليل والنهار، وكذلك هناك جملة من المعاملات. وكانت التكليف الأول بالعبادات وتشريع المعاملات في بلد يستقر فيها الليل والنهار ويتمايزان، ثم انتشر الإسلام بفضل الله تعالى، ولم يكن أحد يعلم يومًا أن هناك بلادًا في هذه الدنيا قد تستمر فيها الشمس أيامًا دون مغيب؛ فلذلك لم تظهر مسألة عدم تمايز الليل عن النهار، بل كان الليل والنهار متعاقبين مما أدى إلى استقرار العبادات والمعاملات بهذا الشكل، وسبحان الله العظيم الذي أرشد الصحابة إلى أن يسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عندما أخبر عن الدجال عن كيفية أداء العبادة في اليوم الذي يستمر كالسنة، ليقول لهم النبي" اقدروا له قدره" فيصير هذا الحديث هو المرجع لأهل هذه البلاد في العبادات والمعاملات جميعًا، على الرغم من قلة سكان هذه البلاد. يمثل هذا البحث نقطة إسهام في فقه الأقليات، حيث إنه يعيش في تلك البلاد قلة من المسلمين، وقد تساءلوا عن كيفية أداء العبادات إذ لا يتمايز الليل والنهار، فقد يستمر النهار لأيام، وقد يصل إلى شهور، وقد يكون العام كله عبارة عن يوم وليلة فقط، وقد ظهرت فتاوى مجمع الفقه الإسلامي، ومجلس الإفتاء الأوربي لبيان طرق أداء العبادة في البلاد التي لا يتمايز فيها الليل والنهار، وجاء هذا البحث ليفصل ما أجمل في قرار مجمع الفقه الإسلامي. تقسم الموضوع: جاء الموضوع في مقدمة وثلاثة مباحث، فأما المقدمة ففيها التعريف بالموضوع، وأهميته، ومشكلة الدراسة، والمبحث الأول- التكييف الفقهي للبلاد التي لا يتمايز الليل والنهار فيها. المبحث الثاني- أثر عدم تمايز الليل والنهار على أحكام العبادات. والمبحث الثالث- أثر عدم تمايز الليل والنهار على أحكام المعاملات.
Research Date
Research Department
Research Journal
مجلة اللغة العربية والعلوم الإسلامية
Research Member
Research Publisher
جامعة الوادي الجديد، کلية الآداب
Research Year
2023
Research_Pages
58-108
Research Abstract