مقدمة:
أصبح علم إدارة الأزمات من أهم العلوم الإدارية لدرجة انه أطلق عليه علم الساعة ليس لأنه يظهر الأزمة فقط ولكن لأنه يوضح كيفية مواجهتها وإدارتها وكيفية التغلب عليها بالأدوات العلمية والإدارية، كما أنه يساهم فى تجنب الأزمات ومحاولة الاستفادة منها، فقد أصبحت الأزمات جزءاً لا يتجزأ من نسيج الحياة المعاصرة، وأن وقوعها أصبح من حقائق الحياة اليومية وأصبح اسم كل أزمة يقترن بكل المجتمعات على الرغم من اختلاف نوعها وطبيعتها.
وتعددت وتنوعت أشكال وأسباب الأزمات فى المجال الرياضي بالرغم من التقدم الكبير للرياضة وارتباطها بالتقدم العلمي، ودخول معظم الرياضات المختلفة في عالم الاحتراف وارتباطها بالاقتصاد والسياسة، وأيضاً بسب اشتراك الكثيرين بالعمل في النشاط الرياضي دون مؤهلات علمية وخبرات فنية مما يؤدي إلى ظهور الكثير من الأخطاء التي تساعد فى وقوع الأزمات بالمجال الرياضي في مختلف قطاعاتها والتي جعلتها تظهر بصورة متعسرة انعكست على تطورها وجعلتها في صورة غير لائقة على الخريطة الرياضية سواء على المستوى المحلي أو العالمي، وقد يرجع ذلك لعدم الاستعداد لمواجهة تلك الأزمات من قبل الإدارة الرياضية بمختلف صورها.
التعريف ببعض المفاهيم والمصطلحات الواردة في البحث:
الأزمة:-
هي عبارة عن خلل يؤثر تأثيراً ماديا ًعلى النظام كله كما انه يهدد الافتراضات الرئيسية التي يقوم عليها هذا النظام .
المشكلة:-
هي عبارة عن حادث عارض يواجه الإدارة ويعبر عن وجود اختلاف بين ما يحدث في الواقع وبين ما يريد القادة أن يحدث والمشكلة قد تكون سبب في حدوث الأزمة ولكن ليس كل مشكله أزمة .
الحادث:-
" هو عبارة عن موقف مفاجئ يتم بشكل سريع أي أن الوصول من المقدمة إلى النهاية بأسرع وقت وقد يكون الحادث بداية لحدوث الأزمات ".
إدارة الأزمات:-
" هي قدرة وكفاءة نظام صنع القرارات فى التغلب على مقومات أساليب الإدارة القديمة التي تعجز عن مواجهة الأحداث والمتغيرات المتلاحقة والمفاجأة "
الأزمات الرياضية:-
" هي وجود خلل في النظام يؤثر عليه تأثيراً مادياً ومعنوياً للدرجة التي تثير الرأي العام ضد النظام الرياضي بكل هياكله ومؤسساته "
هدف البحث :
يستهدف البحث التعرف على كيفية مواجهة الأزمات بالأندية الرياضية بمحافظات وسط الصعيد (المنيا – أسيوط – سوهاج) من خلال:-
1- أنواع الأزمات التى تواجه الأندية الرياضية عينة البحث.
2- أسباب الأزمات التى تواجه الأندية الرياضية عينة البحث.
3- أساليب إدارة الأزمات بالأندية الرياضية عينة البحث.
تساؤلات البحث :
1- ما هى أنواع الأزمات التى تواجه الأندية الرياضية عينة البحث؟
2- ما هى أسباب الأزمات التى تواجه الأندية الرياضية عينة البحث؟
3- ما هى أساليب إدارة الأزمات بالأندية الرياضية عينة البحث؟
إجراءات البحث :
منهج البحث :
استخدم الباحثان المنهج الوصفي (الدراسات المسحية) لمناسبته وطبيعة البحث.
عينة البحث :
تم اختيار عينة البحث بالطريقة العشوائية، وبلغ عدد الأندية (22) نادى رياضي يمثلهم (190) عضو مجلس إدارة، و(90) مديراً (مدير نادى-مدير نشاط رياضى – مديرين فنيين – مديرين إداريين) يعملون بالأندية الرياضية بمحافظات وسط الصعيد (المنيا – أسيوط – سوهاج) بإجمالي (280) فرد.
أدوات جمع البيانات :
قام الباحثان بتصميم استمارتي استبيان لأعضاء مجلس الإدارة والمديرين بالأندية الرياضية احداهما للتعرف على الأزمات التى تواجه الأندية الرياضية، والثانية للتعرف على أفضل الأساليب لإدارة تلك الأزمات بالأندية الرياضية وقد تم بناء الاستبيانان بمعاملاتهما العلمية الصدق (صدق المحتوى - صدق الاتساق الداخلي) والثبات (التطبيق وإعادة التطبيق - معامل ألفا) معتمد على المحاور الخمسة الافتراضية للتعرف على الأزمات التى تواجه الأندية الرياضية، والمحاور الأربعة الافتراضية للتعرف على أفضل الأساليب لإدارة الأزمات بالأندية الرياضية.
1- استبيان التعرف على الأزمات التى تواجه الأندية الرياضية:
المحور الأول : أزمات إدارية وتضمن (19) عبارة
المحور الثاني : أزمات فنية وتضمن (10) عبارات
المحور الثالث : أزمات ثقافية وتضمن (10) عبارات
المحور الرابع : أزمات اقتصادية وتضمن (10) عبارات
المحور الخامس : أزمات اجتماعية وتضمن (8) عبارات
2- استبيان أفضل الأساليب لإدارة الأزمات بالأندية الرياضية:
المحور الأول : تحليل المعلومات وتضمن (13) عبارات
المحور الثاني : فريق إدارة الأزمة وتضمن (11) عبارات
المحور الثالث : خطوات حل الأزمة وتضمن (19) عبارات
المحور الرابع : لاستفادة من الأزمة وتضمن (19) عبارات
المعالجات الإحصائية :
تحقيقاً لهدف البحث واتفاقاً مع إجراءات البحث استخدم الباحثان المعالجات الإحصائية التالية:
• معامل الارتباط البسيط • معامل ألفا كرونباك.
• معامل الاتساق الداخلى • الدرجة المقدرة .
وقد تم تطبيق الاستبيان في صورته النهائية على العينة المختارة تحقيقا لأهداف البحث والإجابة على تساؤلات البحث، وقد توصل الباحثان إلى النتائج التالية:
- تبين النتائج أن أهم أنواع الأزمات التى تواجه الأندية الرياضية هى:
1- اقتصادية 2- إدارية
3- فنية 4- ثقافية
5- اجتماعية
- كما تبين النتائج أن أهم أسباب الأزمات التى تواجه الأندية الرياضية هى:
1. أسباب الأزمات الإدارية هى: الأمراض الإدارية المزمنة (النفاق– البيروقراطية – التخلف – الفساد)، وعدم مناسبة القوانين واللوائح الحالية مع متغيرات العصر الحديث، وعدم وجود الإدارة المحترفة في الأندية الرياضية، التغيير المفاجأ في الوظائف بالأندية الرياضية، استغلال بعض أعضاء مجالس الإدارة مناصبهم لتحقيق أغراض شخصية، عدم وجود الإدارة المحترفة في الأندية الرياضية، عدم وجود إرشادات تنذر بالأزمات، التهاون فى الاهتمام بالمشاكل الصغيرة، عدم استخدام وسائل اتصال حديثة، عدم وضوح الأهداف لمنفذي القرارات، تقليص دور الرقابة من المسئولين والإداريين، تعارض المصالح بين صناع القرار ومنفذيه، عدم استخدام اللامركزية فى بعض المشكلات والقرارات، عدم وجود قاعدة بيانات موثقة لبعض الأندية الرياضية، عدم التخطيط الجيد لحل المشاكل التي تواجه الهيئات، عدم دراسة الخطة محور التنفيذ دراسة كافية، عدم وجود سياسة واضحة لتفويض السلطات، عدم متابعة تنفيذ قرارات مجلس الإدارة، عدم وجود سياسة واضحة لتوزيع السلطات والمسئوليات على العاملين، تعارض أهداف مديرية الشباب والرياضة مع الأندية الرياضية.
2. أسباب الأزمات الفنية هى: الاستخدام السيئ للأدوات والأجهزة المتاحة، وعدم وجود ضوابط لتجديد العقود وانتقالات اللاعبين بين الأندية الرياضية، وعدم الاهتمام بإصلاح الأعطال، لا تهتم مجالس الإدارة بالتقارير عن مستوى الفرق الرياضية الاهتمام الكافي، عدم وجود تنسيق بين مجالس الإدارة والأجهزة الفنية والإدارية للأنشطة، هبوط مستوى الفرق الرياضية و اللاعبين (مهاريا – بدنيا – خططيا)، عدم وجود خبرة فنية لإدارة الأفراد، عدم الإحساس بالأمان من الأدوات والأجهزة الحديثة، العشوائية في تنفيذ البرامج المختلفة، انخفاض مستوى المدربين.
3. أسباب الأزمات الثقافية هى: عدم الاهتمام بالبحوث الإدارية داخل النادي الرياضي، وظهور الشائعات المغرضة فى الأندية الرياضية، وعدم نشر ثقافة الاحتراف الصحيحة، عدم وجود نشرات أو مجلات أو مكاتبات للتوعية، عدم وجود معلومات دقيقة وكافية للجوانب (الإدارية–القانونية–الرياضية)، عدم توفير المعلومات للعاملين بما يلزم لأداء عملهم، ضعف الثقافة الإدارية للعاملين بالأندية الرياضية، ضعف الثقافة الرياضية للجمهور والعاملين، عدم قدرة العاملين على فهم طبيعة الأداء فى الأندية الرياضية، عدم وجود قيادات إدارية مؤهلة للعمل في المجال الرياضي.
4. أسباب الأزمات الثقافية هى: قلة الدعم المقدم من الاتحاد الرياضي والمجالس، و ضعف الموارد المالية وانخفاض الدعم الحكومي المقدم للأندية، وعدم تناسب مرتبات العاملين مع المجهود المبذول، عدم وجود إدارة للتسويق داخل الأندية الرياضية، عدم توفير الدعم المادي لشراء لاعبين محترفين، عدم السماح بزيادة مصادر التمويل بسبب جمود القوانين واللوائح، الكسب غير المشروع من أنشطة الأندية الرياضية، عدم استثمار الإمكانات المتاحة داخل الأندية الرياضية، عدم الاعتماد على التمويل الذاتي بسبب تغيير السياسة الاقتصادية للدولة، عدم مراعاة مجلس الإدارة تنفيذ اللائحة المالية.
5. أسباب الأزمات الاجتماعية هى: وجود صراعات بين العاملين على المناصب داخل الأندية الرياضية، وتفضيل المصالح الشخصية على المصلحة العامة، وعدم وجود علاقات اجتماعية قوية بين العاملين، تأثر العلاقات الشخصية بين العاملين بسبب المكافآت والحوافز، زيادة ضغوط العمل على العاملين، عدم قيام إدارة العلاقات العامة بتقوية العلاقات الاجتماعية بين العاملين، عدم شعور العاملين بالرضا عن العمل المكلف به، عدم استعداد الأفراد للكفاح.
- كما استنتج الباحثان أن أفضل أساليب إدارة الأزمات بالأندية الرياضة بمدن وسط الصعيد (المنيا- أسيوط- سوهاج) في ما يلي: -
* تحليل المعلومات والحقائق:-
-تبين النتائج أن أفضل الخطوات لتحليل المعلومات لإدارة الأزمات بالأندية الرياضة هى:-
* انتقاء الأفراد القائمين بتحليل المعلومات وفقا للأسس علمية
* وجود دليل إرشادي لعلاج بعض الأزمات
* إنشاء قاعدة بيانات متخصصة
* تسجيل أسباب الأزمات التي حدثت وخطوات علاجها
* تبويب البيانات وفقا لطبيعة كل منها
* تدريب القائمين بتحليل المعلومات على استخدام الأساليب الحديثة
* تحديد واضح لجميع الأزمات التي يمكن حدوثها
* تدريب الأفراد على كيفية تحليل البيانات وتسجيلها
* حصر أهم النتائج المتوقعة من حدوث الأزمة
* تبادل المعلومات بين الهيئات الرياضية والشبابية للاستفادة منها
* حفظ جميع البيانات على أجهزة واسطوانات الكمبيوتر
* السرية التامة حول المعلومات الني يتم الحصول عليها
* الاستعانة بالخبراء المتخصصين لتحليل المعلومات للأزمات الكبيرة
* فريق إدارة الأزمة واختصاصاته:-
-يمكن أن يتكون فريق إدارة الأزمة من:-
* رئيس مجلس إدارة النادي الرياضية * نائب الرئيس
* أعضاء مجلس الإدارة * أمين الصندوق
* مدير النادي * مدير الشئون القانونية
* المدير المالي * مدير النشاط الرياضي
* مدير إدارة الأزمات
- وتكون اختصاصاتهم:-
- تحديد الهدف من إدارة الأزمة بوضوح
- التخطيط المسبق لإدارة الأزمة
- الاهتمام بالإنذار المبكر قبل حدوث الأزمة
- تحديد الخطط البديلة في حالة حدوث أزمة
- الاهتمام بعملية الاتصال السريع بين الأفراد المعنية بالأزمة
- تحليل وتقييم الأزمة
- تنمية قدرة الأفراد على الإحساس بوجود أزمة
- زيادة الوعي لدى الأفراد بادراك العلاقات بين المواقف المختلفة
- الإيمان ورفع الروح المعنوية للأفراد العاملين على حل الأزمات
- الاهتمام بالعمل الجماعي في إصدار القرارات
* خطوات حل الأزمة:-
- تبين النتائج أن خطوات حل الأزمة هى:-
1- استخدام الأساليب الحديثة لإدارة الأزمات.
2- تدريب القائمين على إدارة الأندية الرياضية لمواجهة الأزمات.
3- الاستغلال الأمثل للإمكانات المتاحة.
4- تحديد اختصاصات كل مسئول عن عمله.
5- عدم تطبيق مبدأ اللامركزية في مواجهة الأزمات.
6- التنبؤ بالأزمات المتوقع حدوثها ووضع حلول بها.
7- الاستفادة من التحذير المبكر بحدوث أزمة.
8- تفعيل دور فريق إدارة الأزمات.
9- زيادة الوعي التنظيمي بين القائمين على إدارة الأندية الرياضية.
10- توفير أفراد ذو كفاءة عالية لمواجهة الأزمة.
11- رفع كفاءة العاملين بإدارة الأندية الرياضية.
12- وضع خطط بديلة لمواجهة الأزمات.
13- تدعيم العاملين معنوياً ووجدانياً لمواجهة الأزمة.
14- الرقابة على جميع المنشآت.
15- الاهتمام بتوفير عوامل الأمن والسلام.
16- تناول الأمور بهدوء تام حتى لا تتسرب المعلومات.
17- تحديد الجهات التي ستتولى إدارة الأزمة.
18- التحرر من النمط التقليدي في التخطيط للأنشطة والبرامج المختلفة.
19- تحديد الأفراد المعرضين لحدوث أزمات.
* الاستفادة من الأزمة:-
- تبين النتائج أن للاستفادة من الأزمة تتمثل فى النقاط التالية:-
- الاهتمام بتوفير مصادر التمويل لإدارة الأزمة.
- عدم استخدام العنف في إدارة الأمور.
- الاختيار الأمثل للأفراد في ضوء قدراتهم.
- توفير مبدأ وحدة القيادة ووحدة الهدف.
- الحصول على حقائق ومعلومات دقيقة يمكن الاستفادة منها مستقبلا.
- الاعتماد على الأسلوب العلمي في طرح الحلول المقترحة.
- تحديد سبب الأزمة بشكل دقيق.
- طلب الدعم أو مساندة الجهات المعينة.
- تحديد طبيعة الأزمة من حيث مدى صعوبتها.
- تحديد الجهات التي يمكن أن تقدم الدعم في حل الأزمة.
- التعرف على الوسائل التقنية الحديثة في إدارة الأزمات.
- تحديد مدى تأثير عامل الوقت.
- التعرف على مصالح الأفراد المتورطة في الأزمة.
- تحديد مدى تكرار الأزمة.
- تعزيز قنوات الاتصال بجميع أطراف الأزمة.
- الإعلان عن الأزمة وما تم اتخاذه من خطوات لحلها.
- عدم وضع الشخص موضع الاتهام وطلب المساندة.
- إظهار الحقائق كاملة وعدم الكذب.
-التنسيق التام بين القيادات والإدارات.
في ضوء هدف البحث وفي حدود مجتمع البحث والعينة المختارة وفي ضوء نتائج البحث يوصي الباحثان بما يلي :
1 - استخدام استبيان أسباب الأزمات التى تواجه الأندية الرياضية فى التعرف على أسباب الأزمات الرياضية وأنواعها وكيفية علاجها على مستوى الجمهورية.
2- تعاون الأندية الرياضية مع الكليات المتخصصة في إجراء الدراسات العلمية التى تتناول أسباب الأزمات الرياضية وأساليب علاجها.
3 – ضرورة التعرف على الإمكانات المتاحة عند التخطيط بالأندية الرياضية.
4 – الاهتمام بحل المشاكل التي تواجه العاملين بالأندية الرياضية من خلال التأكيد على أن علاج الأخطاء أفضل من تجاهلها.
5- منح العاملين المجتهدين في أداء أعمالهم بالأندية الرياضية مكافآت إضافية وفقا للجهد المبذول.
6 – توفير وسائل اتصال متنوعة وفعالة لتحقيق أهداف العمل بالأندية الرياضية.
7- وضع برامج لإدارة الأزمات الرياضية من قبل وزارة الشباب والكليات المتخصصة .
8- يجب عمل فريق لإدارة الأزمات الرياضية بالأندية الرياضية .
9- إعداد نشرات دورية تتضمن أسلوب إدارة الأزمات ومنع تكرارها في النشاط الرياضي.
10- إقامة دورات تدريبية للتعرف عن الأساليب الحديثة لإدارة الأزمات في المجال الرياضي.
Research Abstract
Research Department
Research Journal
مجلة أسيوط لعلوم وفنون التربية الرياضية متخصصة
Research Member
Research Publisher
كلية التربية الرياضية – جامعة أسيوط
Research Rank
2
Research Vol
العدد الثانى والعشرون – الجزء الثانى – مارس 2006م
Research Website
NULL
Research Year
2006
Research Pages
NULL