آلم الظهر Back pain هو واحد من الشكاوى الشائعة لدى كثير من الناس وخاصة البالغين وهو حدوث تعب يشعر به الشخص في منطقة الظهر العلوية أو الوسطي أو السفلية وقد يمتد هذا الألم إلى منطقة الفخذ والسيقان وحدوث الألم أسفل الظهر هو الأكثر شيوعا لأن المنطقة السفلي من الظهر هي المعرضة لضغط كبير عندما يكون الشخص جالسا أو يحمل ويرفع وزناً.
وهناك أسباب كثيرة لحدوث ألم الظهر ومن أهمها التمزق والإجهاد العضلي الذي ينتج عن تمزق صغير في عضلات أو أربطة الظهر أو ضعف عضلات الظهر والشد العضلي والتقلص العضلي بمنطقة الظهر.
كما أظهرت نتائج بعض الدراسات أجريت عام 2004 أن واحد من كل ستة أفراد بالغين مصابين بآلام أسفل الظهر كما أظهرت أن ألم الظهر يؤثر سلبياً على الفرد، حيث يلازم الألم حوالي (31%) من البالغين مما يضطرهم إلى تجنب الحركة واللجوء إلى الاستلقاء والراحة.(29-1).
وتضيف "كاثرين فيثير" Kathryn Feather (2004م) أن آلام أسفل الظهر من المشاكل الشائعة لدى كثير من الأفراد في جميع أنحاء العالم وعلى من يعانوا من آلام أسفل الظهر يجب عليهم اختيار سبل العلاج المناسبة لحالاتهم بدقة حتى تقيهم وتحميهم من خطورة الآثار الجانبية التي تحدث نتيجة استخدام وسائل علاجية لا تتناسب مع طبيعة حالتهم المرضية (25-1).
ومن هنا يظهر الدور الإيجابي لوسائل العلاج الطبيعي والتأهيل التي تعتبر التمرينات العلاجية أحد أهم هذه الوسائل في هذه المرحلة لما لها من تأثير إيجابي ، ولكن يجب ألا تستخدم التمرينات الإيجابية في المرحلة الحادة ولكن بعد اجتياز هذه المرحلة يمكن أداء التمرينات العلاجية مع ضرورة العناية بتقوية عضلات المنطقة المصابة واسترخاء بالعضلات الظهرية المنقبضة وتقويتها بالإضافة لتقوية عضلات البطن ، والتنمية الشاملة للعضلات الساندة للعمود الفقري ، لكن ليس معنى ذلك أن تهمل التمرينات أثناء المرحلة الحادة من الإصابة خلال فترة الرقود في السرير وإنما يجب أداء بعض التمرينات السلبية في الفراش بغرض تنشيط الدورة الدموية ومنع تجلط الدم في الأوردة والمحافظة على مرونة المفاصل والنغمة العضلية في العضلات المتصلة بالمنطقة المصابة وتدريجياً يمكن استعمال التمرينات الخاصة الأكثر حركة ونشاطاً (4-197 ،198).
يهدف هذا البحث إلى تأهيل بعض الحالات المصابة بألم أسفل الظهر الناتج عن ضعف عضلات الجذع في فترة الألم الحاد وذلك من خلال خلاله على:
1- تأثير التمرينات التأهيلية والتنبيه العضلي على تحسين القوة العضلية للعضلات العاملة الجذع السفلي العمود الفقري وعلى المدى الحركي لذات المنطقة .
2- تأثير التمرينات التأهيلية التنبيه العضلي في تخفيف حدة الألم الناتج عن ضعف عضلات الجذع في حالاتي القبض والاطاله.
منهج البحث :
استخدم الباحث المنهج التجريبي بطريقة القياسات القبلية البعدية لمجموعتين تجريبيتين الاولى يطبق عليها التمرينات التأهيلية والتنبه العضلي الكهربي والثانية يطبق عليها التمرينات التأهيلية فقط.
عينة البحث
تم اختيار عينة البحث بالطريقة العمدية من مرضى احدى مركز العلاج الطبيعي بأسيوط و الذين يعانون من آلام أسفل الظهر والناتج عن ضعف العضلات دون التعرض إلى إصابة الانزلاق الغضروفي أو مشكلة التقعر الزائد واشتملت عينة البحث على 12 مصاب بعد توقيع الكشف الطبي والتأكد من إصابتهم بضعف عضلات الظهر تم قسيمهم الى عينتين.
الاستنتاجات :
تمكن الباحث أن يستخلص من خلال المناقشة وتفسير النتائج الاستنتاجات التالية:
1- إن استخدام التمرينات التأهيلية إلى جانب التنبيه الكهربي له تأثير إيجابي على القوة العضلية أكثر من استخدام التمرينات منفردة على المصابين بالألم أسفل الظهر.
2- التمرينات التأهيلية أثرت تأثيراً ايجابياً في زيادة المدى الحركي للعمود الفقري في جميع الاتجاهات.
3- تخفيف حدة الألم الناتج من ضعف العضلات العاملة على منطقة الجذع وتقليل الضغط الواقع على الغضاريف ما بين الفقرات.
4- إن التنمية المتوازنة للقوة العضلية ومرونة المفاصل واستطالة العضلات لها تأثير هاماً في زيادة الكفاءة الحركية للفقرات بالمنطقة القطنية.
التوصيات :
1- استخدام التمرينات التأهيلية إلى جانب التنبيه الكهربي له تأثير ايجابي اكثر من التمرينات التأهيلية منفردة
2- الاستمرار في أداء تمرينات القوة العضلية والمرونة حتى بعد زوال الألم النتائج عن ضعف العضلات نهائياً.
3- الاهتمام بتشخيص الضعف العضلي المبكر لتجنب الوصول الى تلك المرحلة المتأخرة من الإصابة وذلك لمختلف فئات المجتمع وفق طبيعة عملهم ومراحلهم السنية.